أبو زيد: لم يتبقَّ أمام الاحتلال إلا قبول الحل الدبلوماسي

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن فرص نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار هذه المرة أقوى من فرص فشلها، لوجود عدة مؤشرات تدعم هذا الخيار، حيث لا تزال المقاومة قادرة على رفع كلفة العمليات العسكرية التي يقوم بها الاحتلال، مما يمنعه من فرض أبرز مبادئ الهجوم وهي: السيطرة، التثبت، والتطهير. هذا بالإضافة إلى أنها تحول دون قدرة الاحتلال على خلق واقع سياسي جديد في المنطقة، حتى في المناطق التي يقاتل فيها بجهد عسكري رئيسي في شمال غزة، بما عرف بـ"خطة الجنرالات" منذ أكثر من 90 يومًا.

وأضاف أبو زيد أن جيش الاحتلال يتآكل، حيث طلب مساعد رئيس الأركان، الجنرال أمير برعام، إعفاءه من منصبه نهاية الشهر الجاري. كما تفاقمت الخلافات بين رئيس الأركان ووزير الدفاع لدرجة استدعت تدخل مراقب عام الدولة. ويأتي ذلك في ظل الخسائر المرتفعة التي يعاني منها الاحتلال، والتي تزايدت في شمال قطاع غزة، ما يوحي بأن قوات الاحتلال فقدت القدرة على الحسم، وأصبح هناك انسداد في الأفق العسكري. كما استنفذ بنك أهداف الاحتلال في غزة.

وأشار أبو زيد إلى أنه لا شك أن هناك تدميرًا واسعًا للبنية التحتية، وأن المقاومة تعرضت لخسائر، لكن يقابل ذلك أيضًا خسائر كبيرة لقوات الاحتلال وأزمات داخلية بدأت تبرز في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ولفت أبو زيد إلى أنه في ضوء كل ما تقدم، والأنباء التي تتحدث عن التوصل إلى اتفاق أولي حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، يعتقد أن الخيار العسكري أصبح غير ممكن، وأن لا بديل عن الحل السياسي والمفاوضات للوصول إلى إطلاق سراح الأسرى، على الأقل، وإنقاذ جيش الاحتلال من تراكم الفشل في حرب غزة منذ 463 يومًا.