تقرير مُبشر عن شتاء 2025.. خير كثير رغم التأخر
يتساءل الكثير من سكان بلاد الشام والمناطق المحيطة عن التغيرات المناخية المرتقبة خلال الشتاء الحالي، خاصة بعد خريف شهد انقطاعات مطرية طويلة وأداء ضعيف اقتصر على موجات برد جافة وحالات مطرية محدودة.
الإجابة العلمية
وفق المركز العربي للمناخ، تشير المؤشرات المناخية والإحصائية إلى احتمال كبير بأن يشهد الشتاء الحالي نشاطاً جوياً قوياً يتمثل في موجات برد شديدة ومنخفضات جوية متتالية، وهذا التفاؤل يستند إلى أدلة علمية تدعم احتمالية ارتفاع النشاط الجوي في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
ومن مراجعة الأرشيف المناخي، نجد أن المواسم التي شهدت خريفاً دون المعدلات العامة انتهت غالباً بشتاء قوي يتميز بمنخفضات جوية متتالية.
هذا النمط يرتبط بقوة الدوامة القطبية، حيث يؤدي انخفاض الضغط الجوي فوق القطب الشمالي إلى احتجاز الهواء البارد لفترات طويلة، ومع ارتفاع الضغط لاحقاً، تنتقل الرياح الباردة نحو العروض الوسطى والدنيا، مما يعزز موجات البرد والمنخفضات الجوية.
العوامل المناخية الحالية
هناك عدة مؤشرات تدعم هذه التوقعات، وأبرزها برودة غير مسبوقة في القطب الشمالي، حيث تسجل الدوامة القطبية الشمالية مستويات برودة هي الأقوى منذ 10 سنوات، مع درجات حرارة منخفضة ورياح قوية في طبقتي التروبوسفير والستراتوسفير.
عودة قوية لظاهرة اللانينا
شهدت ظاهرة اللانينا، التي تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة في المحيط الهادئ، عودة ملحوظة مؤخراً، هذه الظاهرة تُعزز مناخياً عوامل التبريد وزيادة النشاط الجوي في نصف الكرة الشمالي.
احترار مياه البحر المتوسط
استمرار تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدلات المعتادة في مياه البحر المتوسط يعمق المنخفضات الجوية ويزيد من فرص الهطول، ما قد يصل إلى نشوء عواصف جوية قوية.
التوقعات المستقبلية
بناءً على العوامل السابقة، توقع المركز العربي للمناخ، أن تحرر البرودة المتكدسة في القبة القطبية الشمالية خلال النصف الأول من شهر 1، مما يساهم في تعزيز النشاط الجوي، واحتمالية موجات برد طويلة الأمد وبرودة قياسية، وزيادة فرص تشكل منخفضات جوية قوية قد تصل إلى عواصف ثلجية.
وأكد المركز العربي للمناخ أنه وبالرغم من البداية البطيئة للموسم، تشير المؤشرات إلى شتاء مميز بمشيئة الله.