إسرائيل تستهدف العمق الأردني عبر حوض اليرموك... خبير يوضح
قال الخبير العسكري نضال أبو زيد إنه في ظلّ التوسع الإسرائيلي المستمر داخل العمق السوري، يُلاحظ اقتراب الاحتلال من الحدود الأردنية، ليصبح فعليًا على مشارف الزاوية الشمالية الغربية من الحدود الأردنية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه الخطوة تحمل أبعادًا تتجاوز الاعتبارات الجغرافية، إذ تكشف عن استراتيجية واضحة تستهدف الموارد المائية الحيوية في منطقة حوض اليرموك.
حوض اليرموك: شريان الأردن المائي في مهب الريح
وبيّن أبو يزد أن حوض اليرموك يُعدّ من أهم المصادر المائية للأردن، حيث يغذي قناة الغور الشرقية التي تعتمد عليها الزراعة المروية في وادي الأردن، مضيفًا أن التوغل الإسرائيلي في القنيطرة وحوض اليرموك يمنح الاحتلال قدرة غير مسبوقة للتحكم في هذه الموارد، كما أن السيطرة على السدود والروافد المائية، مثل وادي علان، وادي المزيريب، ووادي زيزون، تُشكّل تهديدًا مباشرًا على سد الوحدة ونهر اليرموك، في تهديدٍ يؤدي إلى أزمة مائية خانقة للأردن، خاصة في قطاع الزراعة الذي يعتمد بشكل كبير على هذه المصادر.
وذكر أن التوغل الإسرائيلي في هذه المنطقة يُظهر التزامًا بمبادئ قديمة للحركة الصهيونية، كما صاغها ثيودور هرتسل في كتابه "يوتوبيا الدولة"، حيث أكّد أن "استمرار الكيان الصهيوني مرهون بالسيطرة على المنابع المائية"، وهذه العقيدة تُفسّر التوسّع في السيطرة على الجغرافيا المائية، بما في ذلك المسطحات الكبرى مثل سد الجولان، إلى جانب استغلال الفوضى في سوريا للسيطرة على المناطق المحيطة بحوض اليرموك.
العملية العسكرية "سهم ريشان": أبعاد توراتية واستراتيجية
وأشار أبو زيد إلى أن اختيار اسم العملية العسكرية الإسرائيلية "سهم ريشان" ليس عشوائيًا، فهو يرتبط بدلالات توراتية تشير إلى منطقة تمتد غرب سوريا نحو حوض اليرموك وشمال شرق الأردن، وهذا الاسم يعكس عقيدة عسكرية وسياسية تهدف إلى فرض سيطرة شاملة على الموارد المائية الاستراتيجية، بما في ذلك جبل الشيخ، الذي يُعدّ منبعًا رئيسيًا لنهر الأردن، إذ إن السيطرة على هذه المناطق تُمكّن إسرائيل من إحكام قبضتها على مصادر المياه، وهو ما يُترجم عمليًا إلى أدوات ضغط سياسية واقتصادية على كل من سوريا والأردن.
المياه كسلاح سياسي
في يناير 2024، لوّحت إسرائيل علانية بإعادة النظر في اتفاقية المياه مع الأردن، وهو تصريح لا يمكن فصله عن التحركات العسكرية الأخيرة، وهذه التصريحات تأتي ضمن سياق واضح لاستغلال الاحتلال للظروف الإقليمية، خاصة في سوريا، لتحقيق أهداف مزدوجة: فرض واقع جديد يدفع سوريا نحو التفاوض على المناطق المسيطر عليها، وممارسة ضغوط مكثّفة على الأردن لإعادة صياغة العلاقة المائية لصالح إسرائيل، وفقًا لما صرّح به أبو زيد لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
ونوّه إلى أن الأردن يدرك تمامًا أن هذه التحركات تهدف إلى إعادة تشكيل موازين القوى المائية والسياسية في المنطقة، ما يُهدد أمنه المائي واستقراره الاستراتيجي، مضيفًا أن الرد الأردني قد يتطلب تنسيقًا أوسع مع الأطراف الدولية والإقليمية لمواجهة هذه التحديات، خاصة في ظل استمرار الاحتلال في استغلال الفرص الإقليمية لتحقيق أجنداته التوسعية.