دلالات وأبعاد زيارة الصفدي إلى دمشق

 

قال مستشار شؤون الأزمات ماهر أبو طير، إن زيارة وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إلى سوريا تمثل محطة مفصلية في العلاقات الأردنية السورية، إذ يعد الصفدي أول وزير خارجية لدولة عربية مجاورة يزور دمشق بعد سنوات طويلة من التوتر.

وأوضح أبو طير في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه الزيارة تأتي في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، وتبدو أهميتها جلية باعتبارها فرصة لاستكشاف توجهات النظام السوري الجديد والتعرف على أولوياته السياسية والاقتصادية.  

وبيّن أبو طير أن الزيارة تحمل طابعًا استكشافيًا يعكس رغبة أردنية في فهم التحولات داخل سوريا، كما أنها بادرة حسن نية تعبر عن انفتاح الأردن على تعزيز التعاون مع دمشق، الأمر الذي قد يمهد الطريق أمام مستوى جديد من زيارات رفيعة المستوى قد تشمل رئيس الوزراء أو وفود حكومية متخصصة لبحث ملفات حيوية تمس مصالح البلدين.  

ونوّه إلى أن الملفات المطروحة على طاولة النقاش لا تقتصر على القضايا الثنائية، بل تتجاوزها إلى تحديات أمنية واقتصادية، ذلك أن الوضع في جنوب سوريا يثير قلق الأردن بسبب استمرار تهريب المخدرات وانتشار الأسلحة ووجود الميليشيات المسلحة، إلى جانب التحدي المتمثل في تمدد النفوذ الإسرائيلي على الحدود السورية الأردنية، لذلك، فإن المخاوف من تحول هذا التمدد إلى حاجز جيوسياسي بين البلدين تتعاظم مع سيطرة إسرائيل على الموارد المائية الحيوية في مناطق جبل الشيخ وجنوب سوريا، الأمر الذي يهدد تدفق المياه إلى الأردن ويؤثر مباشرة على احتياجاته الحيوية.  

واستطرد أبو طير قائلًا إن الزيارة تناولت أيضًا المتطلبات السورية من الأردن في المرحلة المقبلة، بما يشمل تأمين الحدود ومواجهة التحديات المرتبطة باللاجئين السوريين ومستوى تدفقهم، فضلًا عن مناقشة أدوار محتملة للأردن في إعادة إعمار سوريا وفي الجهود الدبلوماسية لرفع العقوبات الدولية المفروضة على دمشق.  

وذكر أن البعد الإقليمي والدولي للزيارة يحمل أهمية خاصة، إذ يسعى الأردن من خلالها إلى المساهمة في إعادة دمج سوريا في محيطها العربي والدولي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعكس حرصًا أردنيًا على إنهاء حالة العزلة التي تعاني منها دمشق، بما يحقق استقرارًا إقليميًا ويعزز التعاون المشترك.  

وأكد أبو طير أن زيارة الصفدي تشكل بداية مسار جديد قد يعيد صياغة هذه العلاقة بما يتناسب مع التحديات والفرص الحالية، ويضع أسسًا لعلاقات أكثر متانة واستقرارًا في المستقبل.