"ننتصر أو نموت".. تكتيك متطور وتحول لافت في أساليب المقاومة
تشهد العمليات النوعية التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تحولاً لافتًا في أساليب المواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث انتقل المقاومون من العمليات الفردية إلى تنفيذ عمليات استشهادية وكمائن مركبة تحمل طابعًا تكتيكيًا متطورًا.
شعار المقاومة: "النصر أو الشهادة"
في مقطع فيديو نُشر عبر كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في ذكرى انطلاق الحركة بتاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول، ظهر شعار المقاومة "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت".
وكان الفيديو إعلانًا عن تنفيذ كمين "الفالوجا" غربي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي يحمل في طياته رسائل استراتيجية تعكس تحولًا نوعيًا في تكتيكات المقاومة.
عمليات "المسافة صفر"
أصبحت هجمات "المسافة صفر" أحد أبرز أساليب كتائب القسام منذ حرب 2014، حيث تعتمد على المواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال.
وفي عملية نوعية جديدة، تمكن أحد مقاتلي القسام في مخيم جباليا من قتل قناص إسرائيلي ومساعده من نقطة الصفر، قبل أن يتنكر بزي جنود الاحتلال ويفجر نفسه بحزام ناسف وسط قوة عسكرية إسرائيلية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وفقًا للخبير العسكري إلياس حنا، فإن هذه العملية تُعد الأولى من نوعها داخل غزة منذ عام 2002، وهو ما يشير إلى تحول جذري في تكتيكات المقاومة.
تكتيك الكمائن المركبة
أفادت تقارير بأن كتائب القسام اعتمدت بشكل كبير على ما يُعرف بكمائن الموت أو الكمائن المركبة، التي تقوم على استدراج القوات الإسرائيلية إلى مناطق مفخخة ومن ثم تنفيذ الهجمات. وقد أوقعت هذه العمليات خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال، إذ قُتل 60 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا وأُصيب المئات خلال 77 يومًا، بينهم 17 قُتلوا قنصًا.
تصاعد الهجمات الفردية
شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في الهجمات الفردية بمناطق شمال قطاع غزة مثل بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا. وفي إحدى العمليات النوعية، تمكن أحد مقاتلي القسام من طعن ضابط إسرائيلي وثلاثة جنود، ثم اغتنم أسلحتهم في مخيم جباليا.
كما أعلنت الكتائب عن هجوم آخر استهدف دبابة "ميركافا"، حيث تمكن أحد المقاومين من قتل جندي إسرائيلي بجوار الدبابة، والاستيلاء على سلاحه، قبل أن يُلقي قنبلتين يدويتين داخلها في منطقة غرب بيت لاهيا.
الحصار والمقاومة
رغم الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 80 يومًا على شمال قطاع غزة ومحاولات تهجير السكان جنوبًا، يواجه جيش الاحتلال مقاومة شرسة من فصائل المقاومة الفلسطينية، التي تواصل ترجمة شعارها "النصر أو الشهادة" إلى عمليات نوعية تُربك صفوف الاحتلال.
وتؤكد هذه العمليات النوعية أن المقاومة الفلسطينية دخلت مرحلة جديدة من التكتيكات العسكرية المتطورة، ما يشير إلى تصاعد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي واستمرارها على مستويات مختلفة، خاصة في المناطق المحاصرة شمال القطاع.