الأردن جسر بين الشرق والغرب
د. يزن دخل الله حدادين
يعد الأردن جسرًا استراتيجيًا بين الشرق والغرب، وبموقعه الجغرافي وتاريخه في المنطقة فهو من اللاعبين الرئيسيين في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. يُعتبر الأردن دولة ذات علاقات قوية مع العديد من الدول الغربية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يمنحه دورًا مهمًا في تقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب.
الأردن استطاع الحفاظ على علاقات جيدة مع الدول الغربية في ظل التحديات الإقليمية المعقدة، ويستخدم هذه العلاقات للترويج للسلام والتنمية في المنطقة. ويكرس الأردن جهوده لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم بشكل عام من خلال عدة مجالات رئيسية أهمها الحوار السياسي، التفاعل مع القضايا الإقليمية والدولية، ودعمه للسلام بين الأديان والتعايش.
يعزز الأردن دوره كداعم رئيسي للسلام في الشرق الأوسط والعالم. فالأردن حافظ على سياسة الحياد الإيجابي بين الشرق والغرب، ويمثل بذلك نموذجًا للدولة العربية التي لا تتورط في الصراعات الإقليمية المتصاعدة، ولكنها تعمل بدلاً من ذلك على تقديم نفسها كوسيط دبلوماسي فعّال. كما يدعم الأردن تعزيز دور الأمم المتحدة في حل النزاعات بشكل سلمي، ويشدد على أهمية التعددية في حل القضايا الدولية من خلال الحوار وتبادل الآراء.
يعتبر الأردن من الدول التي تعمل على تعزيز سيادة القانون والشفافية والعدالة الاجتماعية. الأردن يدعو إلى الإصلاحات السياسية في الشرق الأوسط، ويسعى للتواصل مع القوى الغربية لمساعدتها في تعزيز الديمقراطية والتنمية السياسية في المنطقة. والأردن يُعتبر من الدول التي تحترم المبادئ الدولية، خصوصًا تلك المتعلقة بالسلام والأمن وحقوق الإنسان. فالأردن يُعتبر من الأعضاء المؤثرين في الأمم المتحدة، كما يلعب دورًا مهمًا في المنظمات الدولية مثل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، مما يعزز من قدرته على التأثير في ال?وار بين الشرق والغرب.
منذ فترة طويلة، أخذ الأردن على عاتقه مهمة نشر ثقافة التعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب. ويُعتبر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من أكبر الداعين لحوار الأديان في المنطقة والعالم. فالأردن ينظم ويستضيف المؤتمرات والمنتديات الدولية التي تروج لقيم التسامح، مما يسهم في تعزيز التعاون بين الشرق والغرب. وتشير الزيارات الرسمية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى الفاتيكان وغيرها من الكنائس في العالم إلى رغبة الأردن في تعزيز التفاهم بين الأديان.
ونظراً لدور الأردن التاريخي في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، يعتبر الأردن من الدول التي تتمتع بمصداقية كبيرة في العالمين العربي والغربي. وقد لعبت العائلة الهاشمية دورًا كبيرًا في تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين ودفعًا لفكرة العيش المشترك في المنطقة. ان جلالة الملك عبدالله الثاني هو وصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، وهو يركز في خطابه على ضرورة حماية هذه الأماكن وتوفير بيئة يسودها التسامح بين الأديان. من خلال هذه الوصاية، يُظهر الأردن التزامه بقيم السلام والاعتد?ل. ومن خلال مجموعة من المبادرات، يسعى الأردن إلى محاربة خطاب الكراهية والتطرف في المنطقة. إذ يعمل على نشر رسائل تدعو إلى التفاهم والاحترام المتبادل، محاربًا بذلك الأفكار المتطرفة التي تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي.
يستمر الأردن في تعزيز قيم التسامح والتعايش في العالم العربي والعالم أجمع، ومن خلال استراتيجيات دبلوماسية وثقافية تربط بين الشرق والغرب يعزز الأردن موقعه كداعم رئيسي للسلام في الشرق الأوسط والعالم وبذلك يُعتبر الأردن لاعبًا رئيسيًا في الدبلوماسية الإقليمية والدولية ويظل مثالًا للسلام والتعايش والاستقرار.