"فرع فلسطين".. شاهد على إجرام نظام الأسد (وثائق)
في مشهد من الفوضى العارمة داخل مقر "فرع فلسطين" التابع لشعبة المخابرات العسكرية (الرمز الأمني 235) في دمشق، تم العثور على العديد من الوثائق التي كانت تهدف إلى إخفاء الجرائم المرتكبة بحق المعتقلين في هذا الفرع، بعد انهيار النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول.
وتسلط هذه الوثائق الضوء على عمليات الاعتقال والتعذيب التي تعرض لها العديد من المواطنين السوريين، خاصة النساء، في محاولة لإجبارهم على انتزاع اعترافات ضد ناشطين سياسيين وعسكريين.
واحدة من أبرز الوثائق التي تم العثور عليها تشير إلى اعتقال رامية نجيب المذيب، وهي سيدة من منطقة نوى في محافظة درعا، والتي تم احتجازها في "فرع فلسطين" في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بعد اعتقال شقيقتها في وقت سابق.
علاوة على ذلك، تم الكشف عن اعتقال زوجين من ريف حلب في يوليو/تموز 2017، حيث تعرضا لتهم مزيفة تتعلق بتزويد المسلحين بالأدوية وإهانة القيادة السورية.
كما كشف تقرير آخر عن ملاحقة أجهزة الأمن السورية للسيدة فاطمة تتان، التي تم اعتقالها بعد محاولتها دخول لبنان، رغم خلفياتها المعقدة التي تضمنت مغادرتها الأراضي السورية بطريقة غير شرعية.
المجزرة الأكبر التي كشف عنها التقرير تتعلق بالحريق الذي نشب داخل "فرع فلسطين" خلال ليلة سقوط النظام، حيث أشارت شهادات شهود عيان إلى أن إدارة الفرع أمرت بإشعال النار في المكاتب التي تحتوي على سجلات المعتقلين والمعلومات الخاصة بهم، بهدف إخفاء الأدلة على عمليات التعذيب والقتل.
ويعتبر "فرع فلسطين" واحداً من أخطر فروع المخابرات العسكرية في سوريا، وكان يتخصص في ملاحقة الحركات الإسلامية، الجماعات الفلسطينية، والعسكريين المنشقين، ليصبح مع اندلاع الثورة السورية مركزاً رئيسياً لاعتقال المعارضين المدنيين والمسلحين.
وفقًا لما قاله معتقلون سابقون، كان هذا الفرع يعذب المعتقلين بشكل وحشي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم نتيجة التعذيب المفرط.
ورغم الفوضى التي حلّت بمقر الفرع، أشار شهود عيان إلى استمرار معانات المعتقلين، حيث كانوا يتعرضون لأعمال تعذيب وحشية بشكل يومي، فيما كان يتم حرمانهم من الطعام والماء لفترات طويلة.
هذه الوثائق والشهادات توفر لمحة مرعبة عن حجم الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري ضد مواطنيه، وتؤكد أن "فرع فلسطين" كان أحد الأفرع الأمنية التي لا تقل إجراماً عن باقي الأجهزة الأمنية في دمشق.