حبر اسود
العميد الركن م. أيمن الروسان
بسقوط بشار الاسد وهروبه المشين ، اشياء تحققت داعبت خواطر الناس وبالذات السوريين ، ايران وحزب الله خرجتا من المشهد ، انهيار امبرطورية الكبتاجون ، تبييض السجون واصبح بالامكان عودة الاجئين بعد سنوات من الشتات . لتذهب النشوة وتاتي الفكرة بعد الابتهاج و فرح الخلاص من حكم الطاغية ذلك ان الاعتراف بالحقيقة المرة خير من العيش بدائرة الوهم والراحة بمواجهة تركة ثقيلة و تحديات جسيمة امام سوريا الدولة المستقلة ذات السيادة على ترابها الوطني و سوريا ليست استثناء على طريق التقسيم في بنك مخططات الدول الاستعمارية التامرية الناهشة بجسد الامة العربية العليل . بدأً بفلسطين ، ثم دولة الصومال بانشقاق منطقة أطلقت على نفسها اسم جمهورية ارض الصومال . ثم السودان بانفصال جنوبه والحبل على الجرار لاستقطاع أجزاء أخرى . ليبيا حكومتين فى طرابلس و بنغازي . اليمن حكومة بالجنوب لا ولاية لها على الشمال . دولة كردية كاملة المقومات في العراق . وهاهي القوات الاجنبية متواجدة على ارض سوريا ، إسرائيل فى الجنوب وتركيا في الشمال وامريكا فى الشرق و روسيا فى الغرب تعيد انتشارها وهذا يمنع اي محاولة للوحدة في سوريا . الآغا راس الحربة شريك الدول العظمى بالنيتو ساهموا بخلع النظام السابق بدعمهم للمعارضة وتصدر الاخيرة للمشهد الحالي . ربما تريدها هذه الدول لتبرير افعال دولة الاحتلال ولتغذية مخاوف بعض دول المنطقة بمعنى فزاعة لهذه الدول او لتفخيخ مسيرة هذه الفصائل بحيث يمكن تفجير هذه المٓسيرة باي وقت بذرائع الارهاب و علاقتها وتاريخها مع تنظيم الدولة سيما وان هنالك حرب شرسة تشن على سوريا من قبل دولة الاحتلال بحيث دمرت الجيش ومقدراته العسكرية و احتلت الارض و خالفت القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة واتفاق فك الاشتباك ١٩٧٤ بين سوريا واسرائيل المبني على قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار رقم ٣٣٨ لتصبح على مسافة قريبة جدا من دمشق . وامريكا بدورها تدعم "قسد" قوات سوريا الديمقراطية قد تعطي مسوغا لتركيا لتزج بقواتها وحلفائها لاقامة منطقة عازلة على حساب الارض السورية .
نتطلع بامل مشوب بالحذر نحو القيادة السورية قصيرة الاجل بعقد مصالحة وطنية مع كل الفرقاء على طاولة الحوار واعادة هيكلة سريعة للجيش لحفظ الامن في الداخل وعلى الحدود ، وان تقف على مسافة واحدة مع كل الاطراف الدولية والاقليمية وتعيد النظر بكل السياسات الماضية للنظام البائد باقامة علاقات وازنة نحو إعادة بناء سوريا وهذا التحدي الآن أمام الشعب السوري وقواه الخيرة ، هذا الشعب العريق القابل للتطور يستحق دولة متكاملة متماسكة منسجمة مع محيطها العربي بعد انكفاء دام ردح من الزمن و هذا يتطلب ترميم مؤسساتها بداية والذهاب الى مؤتمر وطني سوري متوافق عليه بخريطة طريق جديدة اما بتكوين لجنة تاسيسية لاعداد دستور جديد او تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى انتخابات رئاسية وبرلمانية او على الاقل حكومة وطنية تتولى زمام الامور بمدة مؤقتة و كما جاء بحيثيات قرار مجلس الامن ٢٢٥٤ المتمثل بوقف العمليات العسكرية فورا وان الشعب السوري هو من يقرر مستقبله كما يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية .
بكل تاكيد التحديات كبيرة والمسالة معقدة ومركبة وهنالك محاذير من خشية التدخلات الاقليمية وفرض الاملاءات بادوات من مليشات لها ارث سوري عنوانها نشر الفوضى باشعال الحرائق بين الفصائل و باعادة بعث فلول داعش والقاعدة من جديد ليجسد مشهد تراجيدي يكتب بحبر اسود .