القصة الكاملة لهروب الأسد

 

كشفت صحيفة لوبس الفرنسية تفاصيل هروب الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، وأبرز المقربين منه، بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.

الفرار في اللحظة الأخيرة

وصفت الصحيفة الأسد بـ"جزار دمشق"، مشيرة إلى أنه أخفى حتى اللحظة الأخيرة خطته للفرار عن أقرب معاونيه. وأضافت أنه طمأنهم بأن الدعم الروسي قادم.

إلا أن تطورات الأحداث، بدءًا من هجوم المعارضة على مدينة حلب شمال سوريا في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وانقطاع الأمل في الحصول على مساعدات عسكرية روسية، دفعت الأسد لاتخاذ قرار الهروب.

ووفق التقرير، أراد الأسد بدايةً اللجوء إلى الإمارات، لكن طلبه قوبل بالرفض. بعدها، تدخل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وطلب من تركيا وقطر تأمين خروجه الآمن إلى روسيا.

اجتماع أخير قبل الهروب

في السابع من ديسمبر/كانون الأول، عقد الأسد اجتماعًا في وزارة الدفاع مع 30 قائدًا عسكريًا، حيث تحدث عن وصول دعم روسي قريب. لكنه، بحسب الصحيفة، كان يكذب، إذ أنه لم يُعلم حتى شقيقه الأصغر، ماهر الأسد، بخطة الهروب، مما دفع الأخير إلى الفرار بطائرة هليكوبتر إلى العراق، ومن ثم إلى روسيا.

وأكد التقرير أن أبناء خال الأسد، إيهاب وإياد مخلوف، حاولوا الهروب إلى لبنان، لكنهم تعرضوا لكمين من قوات المعارضة، ما أدى إلى إصابة إياد ومقتل إيهاب.

كما أشارت الصحيفة إلى حالة الفوضى التي شهدتها دمشق، مع فرار كبار القادة العسكريين والأمنيين من مواقعهم.

النهاية الدراماتيكية

أوضحت الصحيفة أن الأسد غادر دمشق سرًا، مستخدمًا طائرة بدون جهاز إرسال، متوجهًا إلى قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، ومنها إلى موسكو.

بهذا الفرار، انتهى حكم بشار الأسد الذي استمر 24 عامًا، ووضع حدًا لسيطرة عائلته على سوريا التي استمرت نصف قرن.

شهادات عن اللحظات الأخيرة

تحدث مدير الإعلام في رئاسة الجمهورية، كامل صقر، عن حالة الارتباك التي عمّت القصر الرئاسي والدوائر الحكومية، قائلًا: "عندما وصلنا إلى ساحة الأمويين، رأينا جنودًا هاربين من المؤسسات الأمنية والعسكرية. كان المشهد مرعبًا".

من جهته، روى رئيس الوزراء السابق، محمد الجلالي، أنه أجرى مكالمة مع الأسد قبل ساعات من فراره، ناقش فيها الوضع المتدهور في البلاد، إلا أن الأسد اكتفى بالرد: "سنرى غدًا".

خاتمة مشهد الانهيار

انتهت حقبة الأسد بخروجه السري من سوريا، تاركًا وراءه مشهدًا مليئًا بالدمار والفوضى، ليبقى مصيره ومصير عائلته جزءًا من تفاصيل المشهد السوري المتغير.