المعادلة السورية... مفاتيح حل حساسة يتمسك بها الأردن

 


قال خبير الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إن انطلاق اجتماعات لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، يعكس وقوف الأردن على تماس مباشر مع سوريا التي تعيش مرحلة غامضة المعالم، ومليئة بالمخاطر والتحديات، ما يجعل أي تقاعس عن الانخراط في الملف السوري أمرًا قد يترتب عليه تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التحشيد الذي يقوده الأردن على المستويات العربية، والإقليمية، والدولية يعد محاولة مدروسة للحفاظ على ريادة المملكة في إدارة هذا الملف الحساس، فالانخراط الأردني في هذه الجهود يؤكد مكانة الأردن كدولة محورية تسعى لإيجاد حلول توافقية ومستدامة، بالتعاون مع المجتمع الدولي والدول العربية.

وبيّن السبايلة أن من مصلحة الأردن أن تكون الرؤى والسياسات التي يدعمها منسجمة مع التوافق العربي والإقليمي، بما يعزز من فرص نجاحها، فبناء توافق عربي وإقليمي حول المسألة السورية يمنح الأردن ثقلًا دبلوماسيًا إضافيًا، ويعزز من دوره كجسر للتواصل بين الأطراف الفاعلة، وهذا يتيح للمملكة المساهمة بشكل مؤثر في إعادة ترتيب المشهد السوري بطريقة تراعي المصالح المشتركة وتحافظ على استقرار المنطقة.

وأكد أن التعامل مع الملف السوري من بوابة الأردن ضرورة استراتيجية، تتطلب استعدادًا شاملًا على مختلف الصعد، ومن هنا، تأتي أهمية التحضير للمرحلة المقبلة من خلال خلق قنوات اتصال تدريجية مع الداخل السوري، تحت مظلة ضمانات إقليمية وعربية، وهذه الضمانات لن تقتصر فقط على الجانب السياسي، فهي تمتد إلى الأبعاد الأمنية والإنسانية، لضمان انتقال سلس ومستقر نحو مرحلة جديدة.

ونوّه السبايلة إلى أن الحفاظ على عروبة سوريا يمثل حجر الزاوية، خاصة في ظل محاولات أطراف دولية وإقليمية لفرض أجندات خارجية على المشهد السوري، مشيرًا إلى أن الدول العربية ما زالت تمتلك أدوات تأثير فاعلة في الداخل السوري، وهذه الأدوات يمكن استخدامها لضمان أن يبقى الحل عربيًا بالدرجة الأولى، بعيدًا عن تدخلات تزيد الوضع تعقيدًا.