أمام وزير التربية والتعليم: حاجة ملحة لمركز اتصال وتواصل في كل مدارس المملكة

 

كتب أ.د. محمد الفرجات

يقضي أبناؤنا اثني عشر عامًا من أعمارهم في المدارس، بمعدل ثمانية أشهر في السنة، وست ساعات يوميًا، باستثناء عطلة نهاية الأسبوع، وغالبا لا نعلم كيفية وطبيعة المدارس والمناهج والمعلمين والإدارة، والاتصال صعب مع المدراء ومع المرشد التفسي ومع مربي الصفوف، لأنه وببساطة لا يوجد أنظمة وتعليمات ولا آليات وأدوات تنظم وتنمي جانب التواصل بين البيئة المدرسية والبيئة البيتية للطالب.

ومن ناحية أخرى لا يوجد ضابط إرتباط مدرسي يتاح التواصل معه هاتفيا من خلال الأهل لأي شأن يخص الطالب.

وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العملية التربوية في الأردن، تبرز الحاجة الملحة لإنشاء مركز اتصال وتواصل في كل مدرسة. هذا المركز، الذي يمكن أن يديره معلم الحاسوب والمرشد النفسي، يمثل حلاً عمليًا يعالج العديد من القضايا التي تؤثر سلبًا على التفاعل بين المدرسة والمجتمع.

غياب التواصل وتأثيره السلبي:

تعاني العديد من المدارس في الأردن من غياب قنوات تواصل فعّالة مع أولياء الأمور، وهو ما يؤدي إلى نتائج غير جيدة على العملية التربوية. لا يتم إشراك الأهالي بشكل كافٍ في متابعة الأداء الأكاديمي والتقييمات، كما يفتقرون إلى معلومات حول الأنشطة التي تنظمها المدرسة أو التحديات التي يواجهها أبناؤهم. هذه الفجوة تعزل المدرسة عن محيطها المجتمعي وتؤثر على تقدم سير التعلم لدى الطلاب.

دور مركز الاتصال والتواصل:

يمكن أن يكون مركز الاتصال والتواصل ركيزةً أساسيةً لتحقيق الشفافية والتفاعل المستمر بين المدارس والأهالي. هذا المركز سيقوم بالأدوار التالية:

1. إدارة الاتصالات التربوية: إنشاء منصة لتبادل المعلومات بين المعلمين وأولياء الأمور حول أداء الطلاب، مواعيد الاجتماعات، والفعاليات المدرسية.

2. دعم نفسي واجتماعي: من خلال المرشد النفسي، يتم متابعة الحالات التي تتطلب تدخلًا نفسيًا أو إرشادًا تربويًا، وإشراك الأسرة في الحلول.

3. تعزيز التواصل الإلكتروني: يمكن لمعلم الحاسوب تصميم أدوات تفاعلية مثل تطبيقات الهواتف أو المواقع الإلكترونية التي تسهّل نقل المعلومات بشكل سريع ودقيق.

4. الترويج لأنشطة المدرسة: بث الرسائل الإيجابية والأنشطة والإنجازات عبر وسائل الإعلام المحلية أو المنصات الرقمية لتعزيز العلاقة بين المدرسة والمجتمع.

فوائد التواصل الفعّال:

رفع مستوى الثقة بين المدرسة والأهالي: يشعر الأهالي بأنهم شركاء حقيقيون في العملية التعليمية، مما يعزز انتماءهم للمدرسة.

تحسين الأداء الأكاديمي والسلوكي: من خلال المتابعة المستمرة مع الأهل، يتمكن الطلاب من تطوير أدائهم الأكاديمي وتعديل سلوكهم عند الحاجة.

دعم المجتمع المحلي: تصبح المدرسة مركزًا للحوار والتفاعل الاجتماعي، مما يسهم في تقوية النسيج المجتمعي.

معوقات محتملة وحلول مقترحة:

قد تواجه الفكرة بعض التحديات مثل نقص الكوادر المؤهلة أو ضعف البنية التحتية. يمكن تجاوز ذلك عبر:

1. تدريب معلمي الحاسوب والمرشدين النفسيين: لضمان قدرتهم على إدارة المركز بفعالية.

2. توفير الدعم التكنولوجي: من خلال برامج حكومية أو شراكات مع القطاع الخاص.

3. تحفيز المجتمعات المحلية: من خلال إشراكها في تمويل ودعم أنشطة مراكز الاتصال والتواصل.

إن إنشاء مركز اتصال وتواصل في كل مدرسة خطوة ضرورية لتعزيز التفاعل بين المدرسة والمجتمع، وتحقيق الشراكة الفعّالة بين الأطراف المعنية بالعملية التعليمية. إن نجاح هذا المشروع سيعكس نفسه إيجابًا على أداء الطلاب، ويعيد الثقة المفقودة بين المدارس والأهالي، مما يسهم في بناء نظام تربوي متكامل وفعّال يخدم أهداف التنمية في الأردن.