محلل روسي: منح اللجوء للأسد امتحان قاسٍ للقيم الأخلاقية
خاص
وصف الكاتب والمحلل السياسي الروسي أليكس كويدان، قرار بلاده بمنح الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد اللجوء الإنساني بأنه يعكس تناقضًا صارخًا بين المصير الذي حظي به الأسد وأسرته وبين المصير المأساوي الذي فرضه على ملايين السوريين.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الأسد، الذي أدار جهازًا قمعيًا أهلك حياة الآلاف عبر الاعتقالات والتعذيب في سجون مثل صيدنايا، بات يحظى بحماية وعيشٍ كريم في بلد قدّم له اللجوء كحق إنساني، وهو الحق نفسه الذي حُرم منه ضحاياه طوال سنوات حكمه.
ورأى كويدان أن منح الأسد حق اللجوء الإنساني يمثل امتحانًا قاسيًا للقيم الأخلاقية التي يدّعي النظام الدولي الالتزام بها، فبينما كان يُفترض أن يُحاسب الأسد على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها بحق السوريين، نجده اليوم يعيش في أمان، محميًا بقوانين اللجوء التي أُسسَت أصلًا لحماية الفارّين من الاستبداد، لا المستبدين أنفسهم.
وأضاف أن هذا القرار يترك أثرًا بالغًا على نفسية الشعب السوري، الذي بات يشعر بعمق الظلم حين يرى جلاده يُعامل بمعايير مغايرة لتلك التي عايشوها، فالأسد الذي حرم مئات الآلاف من أبسط حقوقهم الإنسانية، سواء بالاعتقال التعسفي أو التهجير القسري، أصبح الآن لاجئًا يتمتع بالحماية والرفاهية، في تناقض صادم يثير تساؤلات عن معنى العدالة في هذا العالم.
ونوّه كويدان إلى أن هذا التناقض الأخلاقي والسياسي يبرز إشكالية أعمق تتعلق بازدواجية المعايير في النظام الدولي، فالدول الكبرى، التي يفترض أنها تدافع عن حقوق الإنسان، تُظهر استعدادها لاستيعاب الطغاة وتأمينهم حين تقتضي مصالحها ذلك، في حين تترك الشعوب التي عانت من استبدادهم تواجه أقدارها القاسية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن قرار اللجوء الذي حظي به الأسد في روسيا يحمل رمزية مؤلمة للسوريين، إذ يعكس انهيار منظومة القيم الدولية التي طالما رفعت شعارات المساءلة والعدالة، مستطردًا أن هذا القرار يمثّل سابقة تُضعف الثقة العالمية بجدوى النضال من أجل العدالة، ويؤكد مرة أخرى أن كفة الميزان تميل في كثير من الأحيان لصالح الأقوياء، مهما بلغت جرائمهم.