المغاربة لـ"أخبار الأردن": هذا ما يطبخ في الكواليس بشأن سوريا

 

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إنه في ظل مخرجات اللقاء الثلاثي لوزراء خارجية إيران، العراق، وسوريا الذي انعقد في بغداد، يبرز دور العراق كوسيط إقليمي يتكفل بإيجاد صيغة تتيح للرئيس السوري بشار الأسد الخروج الآمن، وهو تحرك يحمل في طياته محاولات لتجنب المزيد من النزيف الإقليمي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هناك محاولات واضحة لتوريط إيران، وميليشيات الحشد الشعبي العراقي، وحزب الله اللبناني في مواجهة مباشرة مع المعارضة السورية، مضيفًا أن الهدف كان مزدوجًا وهو تكبيد هذه الأطراف خسائر استراتيجية وإنسانية، ومن ثم وضعها تحت مقصلة المجتمع الدولي، وهذا النهج، وإن بدا بعيدًا عن الأنظار، إلا أنه كان حاضرًا بقوة في الإعلام والقنوات المحسوبة على الأنظمة العربية، في محاولة لتسويق الصراع باعتباره مواجهة مذهبية صرفة.

الحنكة الإيرانية والعقلانية العراقية  

وبيّن المغاربة أن إيران ورغم تعقيد المشهد مدعومة بعقلانية الموقف العراقي، ونجحت في تفادي هذا الفخ، مشيرًا إلى أن الموقف العراقي، على وجه الخصوص، يعكس براغماتية سياسية نادرة في التعامل مع أزمة بهذا الحجم، حيث لم ينجر العراق إلى مواجهة قد تهدد استقراره الداخلي أو تحمله تبعات دولية قد تقوض مكانته كوسيط موثوق في المنطقة.

معادلة الجنوب السوري 

وذكر أن التحركات الأخيرة في الجنوب السوري تشكل محورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، حيث أظهرت المعارضة المسلحة قدرة على تحقيق مكاسب سريعة ومؤثرة على الأرض، ما أربك حسابات النظام الذي كان يسعى للسيطرة على القرار السياسي والعسكري لفصائل الجنوب، هذه التطورات تشير إلى أن المعارضة، بدعم غير معلن من أطراف إقليمية ودولية، تعمل على تقويض نفوذ النظام السوري في هذه المنطقة الحساسة، مع الحفاظ على خطوط مفتوحة مع الأطراف الدولية الفاعلة.

تركيا: المناورة الاستراتيجية  

وأشار المغاربة إلى أنه لا يمكن قراءة المشهد دون التطرق إلى الدور التركي، الذي أثبت مرة أخرى قدرته على التكيف مع المتغيرات وكشف المخططات الإقليمية، فتركيا، بدعم استخباري روسي، نجحت في توظيف تحركاتها لتعزيز نفوذها في الشمال السوري، مع ضمان عدم انجرارها إلى مواجهة مباشرة مع المحور الأمريكي ـ العربي، وهذه الاستراتيجية تعكس الدهاء السياسي الذي تتبناه أنقرة منذ محاولة الانقلاب عام 2016، والذي مكنها من البقاء كلاعب رئيسي في أي معادلة تخص مستقبل سوريا.

المحاور المستقبلية: رؤية استراتيجية  

ولفت الانتباه إلى أنه من الواضح أن التحركات المستقبلية ستأخذ أحد المسارين الرئيسيين: محور دبلوماسي خماسي (تركيا، العراق، إيران، قطر، وروسيا)، إذ يستهدف هذا المحور خلق آلية انتقال سياسي سريعة تتضمن تخلي الأسد وعائلته عن السلطة، كخطوة استباقية تمنع المحور الأمريكي ـ الإسرائيلي من إعادة تعويم النظام السوري واستغلال الأزمة لإعادة ترتيب أولوياته الإقليمية.

وهناك محور عسكري مفاجئ ومركز يتمثل في فتح جبهة جديدة تستهدف تقويض نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكيًا، وتفكيك سيطرتها على شرق الفرات، والهدف هنا يأتي لإنهاء التهديد الكردي المتمثل في احتمال الانفصال، وتقليص النفوذ الأمريكي في هذه المنطقة الغنية بالموارد، بما يخدم مصلحة التحالف الثلاثي (الإيراني ـ التركي ـ الروسي).