تقارير إيرانية تتخوف من سقوط نظام الأسد

 

تواصل الصحافة الإيرانية تسليط الضوء على التطورات العسكرية في شمال غربي سوريا، حيث حققت الفصائل المسلحة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، تقدماً ملحوظاً وسط اتهامات مباشرة لتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة بدعم هذه الفصائل.

في تحليلاتها ومقالاتها، ركزت الصحافة الإيرانية على سيناريوهات محتملة للهجوم على دمشق، محذرة من أن سقوط الحكومة السورية قد يتبعه تهديد مباشر لإيران.

صحيفة "اطلاعات"، في مقال للكاتب محمد علي مهتدي، حذرت من "مؤامرة كبرى" تستهدف محور المقاومة بأكمله، معتبرة أن الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتعاون مع بعض دول المنطقة، تسعى لإحداث تغييرات جيوسياسية تبدأ بسوريا وتنتهي بإيران. الكاتب لفت إلى أن هذا المخطط يهدف لقطع خطوط الإمداد عن حزب الله وضرب التحالفات الإقليمية التي تعتمد عليها إيران.

وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري أكدت أن الهجوم على حلب يصب في مصلحة إسرائيل وتركيا، مع اتهام أنقرة بتقديم خطوط الإمداد للفصائل المسلحة. الوكالة أشارت إلى أن تركيا، في محاولتها لتحقيق أطماعها في سوريا، قد تكون تلعب دور "وكيل" لإسرائيل والولايات المتحدة، مما يعرضها لخمس تهديدات رئيسية، منها تفاقم الأزمات مع الأكراد وخطر تسلل المسلحين عبر الحدود.

في السياق نفسه، تناولت صحيفة "شرق" السيناريوهات المستقبلية للأزمة السورية، مشيرة إلى أن الانسحابات السريعة للجيش السوري قد تكون تكتيكاً عسكرياً أو ناتجة عن خيانات داخلية. كما حذرت الصحيفة من احتمال تدخل دولي في سوريا تحت ذريعة استخدام أسلحة دمار شامل، وهو سيناريو قد يُستخدم كوسيلة ضغط على روسيا وإيران.

صحيفة "كيهان"، من جهتها، وصفت العمليات العسكرية الأخيرة بأنها نتيجة تواطؤ بين تركيا وإسرائيل، متهمة أنقرة بالتورط المباشر عبر دعم هيئة تحرير الشام. ورأت أن هذه التطورات تهدف إلى إجبار سوريا على الاستسلام أمام المخططات الغربية والصهيونية، لكنها أكدت أن الجيش السوري لا يزال قادراً على السيطرة، متوقعة تصعيداً كبيراً في الأيام المقبلة.

تدعو هذه التطورات، بحسب الصحافة الإيرانية، إلى ضرورة التدخل العاجل من محور المقاومة لوضع استراتيجية جديدة لمواجهة "المؤامرة الكبرى"، مع التركيز على دعم الحكومة السورية عسكرياً ودبلوماسياً لاستعادة المناطق التي خرجت عن سيطرتها.