أبو زيد: النظام السوري يتآكل والأسد قد يغادر قريبًا إلى هذه الدولة
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد: "يبدو أن نظام الأسد لن يستطيع الصمود أمام سرعة انهيار المؤسسات الأمنية والعسكرية وتآكل القدرة على المحافظة على تماسك النظام، بالإضافة إلى أن السيطرة على حمص تعني قطع الطريق بين العاصمة دمشق والساحل الذي تتواجد فيه الأغلبية العلوية الحاضنة الشعبية للأسد، الأمر الذي يشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أمام خيارات صعبة قد تقوده إلى مغادرة سوريا."
وأضاف أبو زيد أن الوضع الأمني القائم حاليًا يختلف عن ما حدث في 2011-2016، حيث إن سرعة انهيار المؤسسة العسكرية هذه المرة تدل على أن الدعم الذي كان يتوقعه النظام السوري من القوات الروسية المتمركزة في مطار حميميم، والتي على ما يبدو لن تكون ضامنة لحماية الأسد، أو الميليشيات الشيعية على رأسها حزب الله، التي كانت فارقة في إسناد النظام حتى وقت قريب، قد باتت في حكم المنتهية بسبب الاستنزاف الذي تعرضت له.
ولفت أبو زيد إلى أن مغادرة الأسد لسوريا أصبحت بحكم الواقع، حيث تدل بعض المؤشرات إلى محاولات ما تبقى من القوات السورية والحرس الجمهوري تأمين مطار المزة، الأمر الذي يوحي على ما يبدو بأن وزير الخارجية السوري بسام الصباغ، المتواجد في العراق في اجتماع ثلاثي عراقي سوري إيراني، قد قام بعمل ترتيبات لتأمين خروج الأسد، وتوقع أبو زيد أن تكون وجهة الأسد إلى طهران.
وأشار أبو زيد إلى أن اجتماع الدوحة غدًا، الذي يضم الدول المشاركة في مؤتمر أستانا، قد يبحث ترتيبات ما بعد الأسد على أقل تقدير لضمان منع تمدد العنف إلى دول الجوار السوري أو خروج بعض الفصائل المسلحة عن السيطرة، وخاصة في ظل الخشية العراقية من تكرار سيناريو الموصل 2014، ومحاولات إيرانية حالية لتأمين المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات شيعية مدعومة من إيران، بالإضافة إلى عدد من المستشارين الإيرانيين في سوريا.