الجولاني على أبواب دمشق

غادة الخولي 

قال المختص بالشأن الدولي منير دية إنه بعد أيام قليلة قد يدخل زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني العاصمة السورية دمشق بعد معارك خاضتها قوات المعارضة السورية التي بدأت من إدلب وتوسعت في القرى المحيطة بها، ودخولها حلب وحماة ومن ثم ريف حمص.

وأضاف في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الجمعة، أن الوضع بات قوسين أو أدنى من دخول العاصمة دمشق، وخاصة بعد تحرك قوات المعارضة من محاور الجنوب (درعا والسويداء وغيرها).

ويرى دية أن انهيار قوات النظام السوري بهذه السرعة وخروج الجيوش السورية من المحاور التي سيطرت عليها قوات المعارضة، حيرت دول العالم بهذا السقوط السريع وأسبابه التي أدت إلى انهيار البنية العسكرية للنظام السوري بتلك السرعة واستسلامه في معظم المدن وخروجه وهروب قواته.

وأشار إلى أن الأحداث التي رافقت الثورة السورية منذ 2011 حتى الآن من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمعيشية، والمعارك الداخلية والنزوح واللجوء بكل حالاته التي أصابت المجتمع السوري، والاحتقان السياسي كانت أسبابًا ووسيلة أساسية لانهيار النظام بهذه السرعة وضعفه وخروجه وانهزام قواته أمام قوات المعارضة التي تسيطر على مدينةٍ تلو الأخرى بسرعة غير مسبوقة.

وأكد أن العالم أمام حالة ترقب غريبة لمشهد سقوط النظام السوري بهذا الشكل من السرعة الملحوظة.

وأضاف دية أن حلفاء بشار الأسد كانوا في صدمة من سقوط نظامه، حيث إن روسيا خرجت من سوريا سريعًا، وأجلت رعاياها، وأغلقت سفارتها، وأجلت جنودها من القاعدة العسكرية الجوية في سوريا.

وأردف أن انشغال إيران بأوضاعها السياسية والاقتصادية وصل إلى واقع لا تستطيع فيه الدخول في حروب سواء هي أو ميليشيا الحشد الشعبي بالعراق أو حزب الله في جنوب لبنان، خاصة بعد المعركة الأخيرة وحرب الاستنزاف التي خاضها الحزب مع إسرائيل.

ويرى أن المعارضة السورية حضرت لهذه المعركة بصورة قوية بدعم عسكري ومادي ولوجستي، وسرعة سيطرتها على المدن، ولا يوجد قوى قادرة على مواجهتها، لافتًا إلى أن الوضع أصبح محسومًا وبقيت ساعات قليلة تفصلنا عن دخولهم دمشق.

وأردف أن الدعم التركي الذي تلقته المعارضة خلال السنوات الماضية بالتجهيز والتسليح، كان له دور كبير في تمكينها من الدخول في المعارك مع النظام السوري والإطاحة به في وقت قياسي.

وأفاد أن المعارضة أرسلت عبر الجولاني رسائل تطمين للسفارات العالمية بدمشق بأن الدولة ستبقى بمؤسساتها قائمة.

ونوّه دية أن المعارضة حاولت عبر الرسائل للداخل السوري والاقليات سواء من الدروز والعلويبن والأكراد والسنيبن التأكيد على المحافظة على تلك الطوائف وبث الاطمئنان لديهم أنهم لن يذهبوا إلى أي نوع من الحروب الأهلية أو النزاعات، لافتا الى أن الاطاحة ببشار الأسد صار له قبول بالمحيط العربي والدولي، “لذلك لانرى اي تدخل دولي أو ردة فعل بالشان السوري حتى الآن”، وفق قوله.