الغرايبة لـ"أخبار الأردن": التحليل السياسي لا يعتمد على الأيديولوجيا والميول العاطفية
قال الكاتب الدكتور إبراهيم الغرايبة إن من يطّلع على التحليلات السياسية المتداولة أو يستمع إليها قد يخلص إلى انطباعٍ خاطئ مفاده أن التحليل السياسي هو مجرد استعراض للسيناريوهات الأكثر سوءًا، حيث تهيمن عليه نبرة المبالغة في التشاؤم والتذمر، وتتخلله اتهامات قد تفتقر إلى الأدلة والبراهين.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنه بينما لا يُخفى على أحد أن الواقع العربي الراهن لا يشجع على التفاؤل، إلا أن التحليل السياسي السليم يتجاوز بكثير المشاعر الشخصية والانطباعات الذاتية، فهو علمٌ قائم على استشراف المستقبل من خلال فهم عميق للمعطيات المتاحة، سواء كانت ظاهرة للعيان أو خفية بين طيات الأحداث.
وبيّن الغرايبة أن التحليل السياسي عملية دقيقة تتطلب التجرد من الانحيازات الذاتية والاعتماد على أدوات معرفية رصينة، كما أن هذه العملية تستوجب فهمًا شاملًا للسياقات التاريخية، والسياسية، والاقتصادية، ما يتيح القدرة على استقراء الأحداث ورسم سيناريوهات واقعية للمستقبل.
وكما هو الحال مع التنبؤ بحالة الطقس على أسس علمية صارمة وبيانات دقيقة، بعيدًا عن التوقعات العشوائية أو الميول العاطفية، فإن التحليل السياسي والاقتصادي يرتكز على منهجية موضوعية تُولي الأولوية للحقائق والمعرفة الموثوقة على حساب الأيديولوجيا والمعتقدات الشخصية، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
ونوّه الغرايبة إلى أن التحليل السياسي يتيح لصانع القرار وللجمهور فهمًا أكثر عمقًا لتعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي، ويساعد على وضع سياسات واستراتيجيات أكثر استجابة للتحديات الراهنة والمستقبلية.