البراري: الحرب على سوريا وليست في سوريا
قال الدكتور حسن البراري، الخبير المختص في الشؤون الدولية، إن الصراع الدائر في سوريا قد تحول إلى حرب لا تقتصر على النزاع الداخلي فقط، بل تشمل تدخلات إقليمية ودولية معقدة.
وأضاف البراري أنه مع دخول قوات هيئة تحرير الشام إلى مدينة الرستن في ريف حمص عقب استمرار تراجع الجيش السوري، يبدو أن الهدف الرئيسي لهذه التحركات هو الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، كما أشار إلى ذلك أبو محمد الجولاني.
واعتبر البراري أن هذا التصريح يدل على أن هيئة تحرير الشام تعمل بحرية تامة دون رقابة، مستفيدة من التراجع العسكري للجيش السوري.
وأوضح البراري أن المعطيات تشير إلى أن حزب الله بدأ في تعزيز مشاركته في المعركة، في وقت يشهد فيه كلا من إيران والعراق على وشك زيادة تواجدهما في الساحة الميدانية.
وأضاف أن الحرب في سوريا اليوم أصبحت أكثر تعقيدًا، حيث تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية بشكل كبير، مما يضع المنطقة في دائرة أوسع من التأثيرات الخارجية.
وفي ذات السياق، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن أبو محمد الجولاني، القائد في إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية، قوله إن الهدف الرئيسي للتحركات الأخيرة في سوريا هو الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف.
وفي مقابلة حصرية هي الأولى له منذ سنوات، أكد الجولاني أن هدف الثورة السورية هو إسقاط النظام، مشددًا على حقها في استخدام جميع الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف.
وأوضح الجولاني أن هناك خططًا لتشكيل حكومة تعتمد على المؤسسات ومجلس منتخب من قبل الشعب السوري، واصفًا نظام الأسد بأنه "قد مات". وأضاف أن "بذور هزيمة النظام كانت موجودة دائمًا داخله. وحاول الإيرانيون إحياءه وشراء الوقت له، ثم حاول الروس دعمه، ولكن الحقيقة هي أن هذا النظام انتهى".
وفيما يتعلق بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، طمأن الجولاني المدنيين قائلاً إنه ليس لديهم ما يخشونه تحت إدارة المعارضة المسلحة. وأشار إلى أن "من يخشى الحكم الإسلامي إما أنه شاهد تطبيقات خاطئة له أو لم يفهمه بالشكل الصحيح".
كما أكد الجولاني التزام المعارضة بحقوق الأقليات الدينية والعرقية، مشيرًا إلى أن هذه الطوائف تعيش في المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها.