قومي معي هنية

 

حمزة الحاج حسن

بحسب علم التسويق والترويج وهو علم قائم بحد ذاته متغير ومتجدد وتختلف أساليبه ويعتمد كثيراً على علم النفس البشرية، في موازنة الشركات الكبرى تصل موازنة التسويق الى ٨٠٪؜ من المصاريف التشغيلية وعلى صعيد آخر فترصد الدول مبالغ مهولة تصل للمليارات لتلك الغاية لتسويق منتجاتها وطعامها وثقافتها وتجاربها السياحية والترفيهية وخدماتها الطبية والتعليمية.

كان التسويق يعتمد على التواجد الفعلي في المعارض والفعاليات والدعايات على الراديو والتلفاز وأيضاً الاعلانات المطبوعة على اللافتات والجرائد والمجلات، ولكن علماء النفس وجدوا بأننا نتعلق بالمشاهير Influencers من رؤساء الدول والممثلين والفنانين ومحترفي الرياضة ودخل مع سيطرة السوشال ميديا أيضاً شخصيات جديدة يدعون بأنهم إعلاميين أو خبراء موضة أو مصلحين اجتماعيين أو "مدربين حياة" Life coach أو علماء دين قد يقتنع بهم مجموعة من البشر والبعض الآخر يروهم بأنهم "غير مهمين".

أعجبنا أم لم يعجبنا فالأمور هذه الأيام مع سيطرة السوشال ميديا والمادة والمال ومبادئ جديدة دخلت حياتنا تقاس بعدد المتابعين وعدد التفاعلات، وعليه فقد تغيرت مبادئ التسويق والترويج لتصبح تعتمد بشكل كبير على الرقمنة وأصبح هؤلاء المؤثرين هم قادة الرأي وعمدت الدول والشركات لاستقطابهم وبعقود مهولة ودول تمنح إقامات وجنسيات لهم لاستقطابهم حتى وثلت باستقبال رؤساء الدول لهم لأهميتهم سواء عجبنا أم لم يعجبنا.

لماذا نُعجب بدول تقوم بتسويق نفسها من خلال هؤلاء المؤثرين ويدخلها ملايين السياح والزائرين ويراها أكثرنا واحة للاستقرار والاستثمار و"الإبداع" بالتسويق ولكن يحرم علينا ونجلد أنفسنا لأيام لوجود "مؤثر/ة" ولا أريد أن أقول فنان أو إعلامي-فلست معنياً بتقييم ذلك المؤثر- في حدث أردني اعلامي من واجبنا تسويقه ايجابياً للترويج لهذا البلد الذي يستحق والذي نعمل جميعاً لرفعته واستقراره ودعم 
نشاطه الاقتصادي.

سيبقى هؤلاء المؤثرين هم سادة الرأي العام وعندما يسكنون بلداً أو يزوروها ستصبح قبلة لمتابعيهم وقد بدأت قصة المؤثرين في الأردن بدعاية لمرزوق "قومي معي هنية" لفناننا الراحل المبدع حسن ابراهيم.