المومني لـ"أخبار الأردن": الإقليم أمام فوضى عميقة وممتدة

 

قال عميد كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية، الدكتور حسن المومني، إن ما تشهده المنطقة اليوم هو حالة فوضى عميقة وممتدة، جذورها راسخة منذ سنوات، وتغذّيها صراعات متعددة الأبعاد.

وأوضح المومني في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أنه يمكن تصنيف هذه الصراعات إلى نوعين رئيسيين: الصراعات النشطة، مثل القضية الفلسطينية، حيث العدوان الإسرائيلي على غزة يندرج ضمن صراع مفتوح ومستمرّ، تتزايد حدّته في ظل غياب أي أفق للحل السياسي، ليسمى النوع الثاني بالصراعات المجمدة، كالوضع في سوريا، الذي تحوّل إلى ما يمكن وصفه بـ"عمل غير مكتمل (unfinished business) ، فعلى الرغم من التراجع النسبي في الأعمال العسكرية، لا تزال الأزمة السورية بؤرة توتر قابلة للاشتعال في أي لحظة، في ظل غياب الحلول الجذرية.

وبيّن المومني أن المنطقة تعاني من تعقيد شديد يتمثّل في تشابك الملفات الإقليمية، فالقضايا هنا ليست منعزلة، بل مترابطة ومتشابكة بصورة تجعل كل صراع يؤثر في الآخر، مضيفًا أن القوى الإقليمية الرئيسية مثل إيران، وتركيا، وإسرائيل تلعب أدوارًا متناقضة، تارةً تتضارب مصالحها، وتارةً تتقاطع، وفي ظل غياب رؤية إقليمية موحّدة أو توافق سياسي، تبقى المنطقة رهينة لهذه التفاعلات المتناقضة.

وأشار إلى أنه لا يمكن فهم ما يجري في الإقليم بمعزل عن التحولات الدولية، القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، تنخرط في هذه الصراعات من منطلقات تنافسية تعكس اختلال النظام الدولي، وغياب التفاهمات بين هذه القوى يؤدي إلى تعميق حالة عدم الاستقرار، وهو ما نراه بوضوح في عجز الأمم المتحدة عن التعامل مع هذه الأزمات بصورة فاعلة.

ونوّه المومني إلى أنه في ظل هذا التشابك الإقليمي والدولي، تبدو الفوضى وكأنها النتيجة الطبيعية لاستمرار حالة الفراغ السياسي، فغياب التوافقات الإقليمية، وافتقار المنطقة لنظام مستقرّ قائم على المصالح المشتركة، يجعل من الصعب تخيّل حلول قريبة، وبدلًا من التوجه نحو تخفيف التوترات، تتفاقم الأوضاع نتيجة استغلال بعض الأطراف الإقليمية والدولية للفرص الناشئة لتحقيق مكاسب مرحلية، دون النظر إلى التداعيات طويلة الأمد.