خبير يتوقع انهيار نظام الأسد

 

غادة الخولي

قال الخبير في الشؤون الأردنية والعربية، منير دية، إن المعارضة السورية المسلحة استطاعت خلال 96 ساعة بسط سيطرتها على جزء كبير من مدينة حلب وإدلب وأجزاء من مدينة حماة والمناطق المحيطة بالشمال السوري.

وأفاد دية في حديث لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، يوم السبت، أن احتلال المعارضة السورية شمل جميع المطارات ومقرات رئيسية للنظام السوري، واستطاعت في فترة قياسية السيطرة على تلك المحاور في المنطقة وبسط نفوذها عليها.

وأكد أن التوقيت الذي اختارته المعارضة كان في ظل انشغال الداعمين الأساسيين للنظام السوري، سواء كان حزب الله بسبب الخسائر التي تلقاها خلال حربه مع الكيان الإسرائيلي، أو انشغال إيران بحروبها والجبهات المفتوحة والرد المباشر مع إسرائيل، وما تعانيه من استنزاف في قياداتها العسكرية والسياسية، وكذلك الأزمات التي ضربتها.

كما أن روسيا كانت مشغولة باحتدام الصراع وامتلاك أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى بعد تلقيها دعماً غير مسبوق من الغرب، من أميركا والاتحاد الأوروبي، لضرب روسيا، كل تلك الظروف، وفق دية، جعلت التوقيت مناسبًا للمعارضة للدخول إلى حلب وإدلب.

وأفاد دية أنه في ظل ما يحدث في سوريا، ومع تقدم قوات المعارضة إلى مناطق أخرى مثل حماة، واستمرار بسط سيطرتها ودخولها إلى مناطق أقرب إلى دمشق، من الواضح أن هناك دعمًا مباشرًا للمعارضة، سواء كان ماديًا أو سياسيًا أو إعلاميًا  وبالتالي، ستمتد نقطة الصراع داخل سوريا إلى العاصمة دمشق، مما سيؤثر على استقرار الأمن في المنطقة بأكملها.

ورجح دية انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وخروجه بصفقة سياسية، وذلك بسبب أن النظام منهك والداعمين له لديهم ما يشغلهم، وخاصة بعد ورود أنباء عن اشتباكات في العاصمة دمشق وبدء دخولها على خط الصراع، واحتمال سيطرة قوات المعارضة عليها خلال الساعات القادمة كما فعلوا في حلب، مما يقدم إشارة قوية على انهيار النظام، مرجحًا مغادرة الأسد إلى خارج سوريا.

وأفاد أن الأخبار تتوالى بسرعة، وقد تنذر بوضع سياسي وعسكري وأمني جديد في سوريا.

وأضاف أن النظام بدأ اليوم بمواجهة تقدم المعارضة بمساعدة روسيا، حيث تدخل الطيران الروسي لصد قوات المعارضة، مما يجعلنا أمام حرب مفتوحة بين قوات المعارضة والنظام. واستعادة النظام لدعمه من روسيا وحزب الله وإيران قد يجعل سوريا ساحة معركة لفترات قادمة، مما يرفع مخاطرها إلى الجبهة الشمالية. لذا يحتاج الأردن إلى أخذ الحيطة والحذر لما يحدث في سوريا، حيث قد يمتد الصراع إلى الحدود الشمالية، مما قد ينجم عنه لاجئون مجددًا وحالات من النزوح، فضلاً عن المخاطر القادمة التي يجب التهيؤ لها.

وأكد دية أن الظروف العسكرية والأمنية والسياسية المقبلة على سوريا ستؤثر على المنطقة ككل، مما يستدعي اتخاذ الاحتياطات على حدودنا الشمالية في ظل الظروف الأمنية المعقدة والتحضير لما هو قادم.