الفوز بالنقاط

 

العميد الركن م. أيمن الروسان

يبدو ان اموس هوكشتاين "فعلها" بقبعة امريكية وابرم اتفاق وقف اطلاق النار ، هدنة التقاط الانفاس ولملمة الجراح بين لبنان الشقيق ودولة الكيان ، خطوة تكتيكية متقدمة تبعث الامل و تنهي الاعمال العدائية.

اتفاق مؤقت مع دولة ابادية شديد العداوة لا ميثاق لها ولا عهد ، سٓيٓدعي وقوع أحداث غير حقيقية لتبرير ردود فعل عسكرية مستقبلية كما حصل بعد حرب ٢٠٠٦ وما اعقبها بالقرار الاممي ١٧٠١ .

لبنان يفلت من حرب ليست لصالحه واختار افضل اسوأ الحلول لينهي معاناة مواطنيه وما يواجهوه من قتل وتهجير جراء حرب اثمة منذ ما يزيد عن عام من قبل دولة احتلال مسقط راس صاحب القبعة .

اما المحتل بالاتفاق ابعد حزب الله عن الحدود الجنوبية واعاد النازحين من المستوطنين بعد معاناة نتيجة النقص في عدة وعتاد جيشه المرهق وتعثره بتجميع احتياطه و للخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها .

حشد ٧٠ الف مقاتل لمعركة لم يستطع اعادة سكان الشمال بالقوة كما انه لم يحقق تقدم ميداني في البر يواكب عملياته الجوية التدميرية ، وبعرف الجيوش العمليات البرية هي التي تبلور نجاح العمل العسكري من فشله و اي تسوية سياسية تبنى فقط على نتائج الميدان و على المهاجم ان يحسم معركته وعلى المدافع الصد والثبات بارضه . 
 في الحروب الجميع يخرج خاسر انما هنالك جدلية كل طرف يصور نفسه انه المنتصر ، جيش الكيان لم يكمل تحقيق اهداف هجومه و لبنان دفع كلفة عالية في دفاعه .

لا جيش الكيان انتصر ولا المقاومة اللبنانية انهزمت . واقع الحروب الحديثة لا وجود لمنتصر ولا حتى لمهزوم انما هي قوة التاثير وفرض الارادة والاستعداد لمراحل مقبلة من قبل طرفي النزاع يتخللها تسجيل نقاط هنا وهناك .
 اتمنى ان يصمد وقف اطلاق النار بالتزام عملياتي و بنوايا جدية لان الحلول العسكرية اثبتت عدم جدواها . آمل ان يصيب عدوى هذا الاتفاق على التصعيد بغزة والتوصل الى هدنة عادلة .. الاتفاق دخل حيز التنفيذ وعلى المتضرر ان يلجأ الى ايران والعُربان .