سياسي روسي: هكذا ينظر بوتين للقضية الفلسطينية

 

قدّم أستاذ السياسات الخارجية أليكسي كوزنيتسوف، لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية رؤية شاملة حول موقف الرئيس فلاديمير بوتين من القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن رؤية بوتين للقضية الفلسطينية تستند إلى 3 محاور رئيسية هي الالتزام التاريخي بالمبادئ إذ يُعد دعم روسيا لحقوق الشعب الفلسطيني امتدادًا للموقف السوفييتي الذي كان من أوائل الداعمين لإعلان استقلال فلسطين عام 1988، مضيفًا أن بوتين يرى في القضية الفلسطينية اختبارًا لمدى التزام المجتمع الدولي بمبادئ العدالة واحترام القانون الدولي، لذلك، يؤكد بوتين مرارًا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كشرط أساسي لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

وبيّن كوزنيتسوف أن المحور الثاني مرتبط بالدور الوسطي في الصراع، إذ يدرك بوتين أن موقع روسيا كوسيط نزيه يمنحها قدرة فريدة على الحفاظ على قنوات الاتصال مع جميع الأطراف، وهذا التوازن يتيح لروسيا لعب دور محوري في أي مسار تفاوضي مستقبلي، بعيدًا عن الانحياز الذي طبع مواقف بعض القوى الدولية الأخرى.

بينما يتعلق المحور الثالث برؤية شاملة لاستقرار المنطقة، فبوتين يرى أن القضية الفلسطينية جزء من معادلة الاستقرار الإقليمي والدولي، ويعتقد أن استمرار هذا النزاع يُغذي دوامة التطرف والعنف في الشرق الأوسط، ما ينعكس سلبًا على المصالح الروسية، سواء في محاربة الإرهاب أو في توسيع نفوذها الإقليمي، لهذا السبب، تبذل روسيا جهودًا لعدم فرض حلول أحادية الجانب.

على الصعيد الدولي، قال كوزنيتسوف إن بوتين ينظر للقضية الفلسطينية على أنها تعكس أوجه القصور في النظام العالمي الحالي، فهو يدعو إلى إصلاح هذا النظام ليكون أكثر عدالة وتعددية، بحيث تُسمع فيه أصوات الشعوب التي تسعى لتحقيق استقلالها الوطني، ومن هذا المنطلق، تؤكد روسيا في مجلس الأمن والمحافل الدولية على أهمية احترام قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بما في ذلك قرارا مجلس الأمن رقم 242 و338، كأساس لأي تسوية شاملة.