صحافية روسية تكشف لـ"أخبار الأردن" مخطط بوتين العالمي

 

سلّطت الصحافية الروسية تشوماكوفا سيرجي، الضوء على أبعاد تفكير الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، ونهجه في التعاطي مع التحديات الدولية المعاصرة.

وأوضحت سيرجي، في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن بوتين يتمتع برؤية عميقة وشاملة للعالم تستند إلى أسس "الواقعية الجيوسياسية"، إذ يرى أن النظام الدولي الحالي يمر بمرحلة تحول جذري تفرض على روسيا اتخاذ خطوات جريئة لإعادة صياغة مكانتها كقوة عالمية لا غنى عنها.

وأكدت سيرجي أن بوتين يدرك جيدًا ما يتجه إليه العالم اليوم نحو التعددية القطبية، ما يعني أن الحفاظ على استقلالية القرار الروسي يتطلب مزيجًا من البراغماتية والصلابة.

وبيّنت أن أحد أبرز مرتكزات تفكير بوتين هو السعي إلى إعادة هيكلة النظام الدولي بطريقة تُقلل من هيمنة الغرب التقليدية، إذ يرى بوتين، أن الغرب فشل في استيعاب التغيرات التي طرأت على موازين القوى، وأنه لا بد من إيجاد نظام أكثر عدلًا وتوازنًا يتيح للدول الصاعدة مثل روسيا، والصين، والهند لعب أدوار رئيسية.

وأضافت سيرجي أن بوتين ينطلق في سياساته من قناعة بأن استقرار روسيا الداخلي مرتبط بشكل وثيق بقوتها الخارجية، لذا، فإن تعزيز القدرات العسكرية، والاقتصادية، والتكنولوجية يُعد جزءًا لا يتجزأ من مشروعه الاستراتيجي، وهو ما يظهر جليًا في مشاريع كبرى مثل الاستثمار في الصناعات الدفاعية وتوسيع النفوذ الروسي في مناطق مثل الشرق الأوسط، وأفريقيا، وآسيا الوسطى.

وعلى الصعيد الثقافي، أشارت سيرجي إلى أن بوتين يولي أهمية كبيرة لاستعادة الفخر القومي الروسي، وإعادة ترميم الهوية الثقافية التي يرى أنها تآكلت خلال حقبة التسعينيات، لذلك، فإن السياسات التي يدفع بها تهدف إلى ترسيخ القيم التقليدية الروسية في مواجهة ما يعتبره تأثيرات غربية سلبية.

وفي ختام حديثها، أكدت أن تفكير بوتين ليس محصورًا في ردود أفعال آنية أو سياسات قصيرة الأمد، فهو يرى في روسيا لاعبًا رئيسيًا في الساحة الدولية، بما يتماشى مع إرثها التاريخي، وتطلعاتها المستقبلية.