في ظل الحرب القاسية.. مبادرة سودانية للبحث عن المفقودين

    خاص 

أطلق شباب سودانيون مبادرة إنسانية تهدف إلى البحث عن المفقودين الذين فقدوا أثرهم جراء الحرب المستمرة في البلاد.

تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه العديد من المناطق موجات نزوح واسعة وتفكك الأسر بسبب انقطاع الاتصالات، مما يزيد من صعوبة تحديد أماكن المفقودين وطمأنة ذويهم.

وفي شهادة مؤلمة، قالت النازحة السودانية نازك آدم، التي فقدت أفراداً من عائلتها في الحرب: "إخواني وإخوة أمي تم ضربهم حتى تغيرت ملامحهم، وتوفي أخي بسقوط قذيفة وكان عمره 13 سنة، أما أنا، فما زلت في حالة من الضياع ولا أعرف مكان زوجي وأب أبنائي."

ووسط هذه الظروف القاسية، يواصل متطوعو المبادرة جهودهم الحثيثة للبحث عن المفقودين، حيث يتم نشر بيانات وصور الأشخاص المفقودين عبر منصات التواصل الاجتماعي لتوسيع دائرة البحث.

وفي حديثه عن تطورات المبادرة، قال كريم النور، أحد أعضاء المبادرة: "حتى اليوم، لدينا 1976 مفقوداً، يجري البحث عنهم في مختلف مناطق السودان. ورغم عدم وجود معلومات دقيقة عن أماكنهم، تمكنا من العثور على العديد منهم، حيث نجحت المبادرة في جمع شمل حوالي 1700 شخص مع عائلاتهم عبر التواصل الاجتماعي."

وأضاف النور أن المبادرة تتواصل مع غرف الطوارئ في كافة الولايات السودانية وتنسق مع الصليب الأحمر لتسهيل عمليات البحث، وفي بعض الحالات، تم التوصل إلى مصير بعض المفقودين بعد التحقق من خلال أفراد عائدين من السجون، حيث تم إبلاغ عائلاتهم بوفاتهم.

هذه المبادرة، التي تعد نموذجاً للتعاون المجتمعي في مواجهة الأزمات، تسلط الضوء على الأثر العميق للحرب على حياة المدنيين، وتؤكد على أهمية التواصل والمساندة في أوقات المحن خلال الحروب.