مئات المصابين بالإيدز في الأردن

 

بدأت الاثنين، فعاليات المؤتمر الوطني العلمي الثاني للاستجابة الوطنية للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشري بين التحديات والتطلعات الذي ينظمه مركز سواعد التغيير لتمكين المجتمع.

وأشار رئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الأعيان، ياسين الحسبان إلى أن القطاع الصحي الأردني في العقد الأخير أصبح رائداً على المستويين المحلي والعالمي من خلال تطوره وإنجازاته، موضحاً أن هناك حاجة ماسة لإعداد خارطة أوسع وأشمل لجمع مكوناته تحت هيئة واحدة متخصصة لتنظيم القطاع الصحي في الأردن في سبيل التماشي مع التطور الصحي العالمي.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لمركز سواعد، عبدالله حناتلة، إن قضايا الصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشري تواجه الكثير من التحديات التي تحول دون الوصول إلى المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوقة ومحدودية الطلب عليها بالرغم من شدة الاحتياج، ما يضعنا أمام مسؤوليات جسام تتطلب المزيد من العمل والتحديث والتطوير للتماشي مع معطيات الرقمنة والحداثة ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تشهد استخداماً واسعاً من قبل الشباب.

وأضاف، أنه أصبح من الواجب علينا البدء بالتوعية والتثقيف والإسراع في إتاحة الفحوصات السريعة والذاتية لتعزيز الكشف عن الفيروس والبدء فوراً بالعلاج عند ثبوت الإصابة، مؤكداً أن الإجراء المناسب في الوقت المناسب يحقق العديد من الفوائد، بينما التأخير يزيد من الأعباء والتحديات التي تعوق الاستجابة الوطنية للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة.

بدوره، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن، حمير عبد الغني، إن القضايا الحيوية التي تتعلق بالصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة لا تقتصر فقط على الصحة العامة، بل تشكل جزءاً من التنمية الاقتصادية والحقوق، حيث أن الفيروس لا يهاجم الجسد فقط، بل يمس أيضاً حقوق الإنسان الأساسية، ما يعيق التقدم على المستويين الاقتصادي والصحي.

ولفت إلى أن الفيروس أدى إلى وفاة أكثر من 40 مليون شخص في العالم حتى منتصف عام 2023، كما سجل ما يقارب 4 ملايين إصابة جديدة، نصفهم من النساء والفتيات، مبيناً أنه بالرغم من الانخفاض العالمي للإصابات بنسبة 39% منذ 2010، إلا أنه وفي نفس الفترة شهد ارتفاعاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 116%، ما يعكس الحاجة الملحة لتحسين برامج الاستجابة والوقاية منها.

وأوضح أن الأردن حقق تقدماً كبيراً في مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري من خلال برامج الاستجابة الوطنية، حيث أصبح من بين المناطق ذات الانتشار المنخفض بشكل ملحوظ، مع معدل انتشار يقل عن 0.1%. كما أشار إلى أن العدد التراكمي للمصابين بالفيروس في الأردن حتى نهاية عام 2023 بلغ حوالي 628 حالة، مع تسجيل 22% من الإصابات في الفئة العمرية بين 15 و22 سنة، و9% من الحالات بين الإناث.

وقال مسؤول فريق الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، عدي إبراهيم، إن ظاهرة انتشار فيروس نقص المناعة البشري أصبح حالة صحية مزمنة يمكن التحكم بها من خلال توفير الوقاية الفعالة والتشخيص المبكر والعلاج والرعاية الصحية، ما يوفر للمصابين بالفيروس حياة صحية طويلة وكريمة.

وأشار إلى أن منظمة الصحة وضعت استراتيجيات طويلة المدى لمجابهة مخاطر نقص المناعة والتهاب الكبد الفيروسي نوع C و B والأمراض المنقولة جنسياً، تهدف إلى تطوير وتعزيز أوجه التنمية المستدامة في حلول عام 2030 واتخاذ إجراءات مشتركة ومحددة في دعم بلدان العالم وتعزيز التعلم وإيجاد العديد من الفرص للاستفادة من الابتكارات العلاجية والمعلومات الجديدة، ما يحقق رؤية مشتركة في إنهاء الأوبئة وتعزيز التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأولية والقدرة على الوصول إلى خدمات صحية عالية الجودة.

ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين، عدة محاور طبية وصحية وعلمية، أهمها آخر المستجدات في منهجية الوقاية، وأبرز الأمراض المنقولة جنسياً ومستقبل فيروس نقص المناعة البشري، إضافة لإبراز دور وزارة الصحة والمجتمع المدني في دمج خدمات فيروس نقص المناعة ضمن خدمات الصحة الإنجابية والجنسية.

كما يناقش أهم الأمراض الانتهازية وأهم طرق تخفيف الضرر الناتج عنها ومنهجية خفضه في السياق المحلي الأردني وإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالأدلة والحقائق، إضافة لجلسة يقودها بعض المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري.