مفتاح تقليل خطر الخرف
الخرف هو اضطراب عصبي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وقد أصبح من التحديات الصحية الكبرى في العصر الحديث.
وفي حين أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعد من الوسائل المعروفة لتحسين صحة الدماغ والوقاية من الخرف، كشفت دراسات حديثة عن دور بالغ الأهمية لعامل آخر قد لا يكون الكثير منا يولي له الاهتمام الكافي، وهو النوم الجيد.
دراسة نُشرت في مجلة Neurology أظهرت أن كبار السن الذين يعانون من النعاس الشديد أو التعب أثناء النهار يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
الباحثون في هذه الدراسة وجدوا أن 35% من المشاركين الذين أبلغوا عن نعاس مستمر وقلة حماس في النشاطات اليومية، تعرضوا للإصابة بما يسمى "متلازمة الخطر الإدراكي الحركي"، وهي حالة تعتبر مقدمة للخرف، تتمثل في انخفاض القدرة الإدراكية وبطء الحركة.
النوم الجيد له دور بالغ في الحفاظ على صحة الدماغ، كما يوضح الخبراء. الدكتورة ميريديث بوك، وهي طبيبة أعصاب معتمدة، تشير إلى أن هناك علاقة قوية بين اضطرابات النوم والخرف.
فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في النوم قد يجدون صعوبة في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ داخل الدماغ، ما يؤثر سلبًا على إيقاع الساعة البيولوجية.
وعندما يبدأ الخرف في التأثير على الدماغ، تتغير الكيمياء الدماغية والشبكات العصبية، ما يجعل التحكم في النوم أكثر صعوبة ويزيد من تدهور الحالة الصحية.
من المهم أن ندرك أن النوم ليس مجرد فترة للراحة، بل هو عنصر أساسي لصحة الدماغ. وإذا كنت تعاني من اضطرابات في النوم أو نعاس مستمر أثناء النهار، فمن الضروري استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب المحتملة وعلاجها بتحسين جودة النوم من خلال اتباع نظام حياة صحي، يشمل النوم المنتظم، ممارسة الرياضة، وتناول الغذاء المتوازن، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الحفاظ على صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف.