كراجه لـ"أخبار الأردن": التشكيك في الرواية الرسمية ليس وليد اللحظة

 

خاص

قال الكاتب والمحامي سائد كراجه إن التشكيك الذي يكتنف الرواية الرسمية للدولة ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج غياب استراتيجية إعلامية واضحة تتسم بالثبات والتماسك.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الغياب يجعل آليات التواصل وتوجهاتها خاضعة لتبدلات المسؤولين وأولوياتهم، مما يضعف قدرتها على بناء الثقة لدى الرأي العام.

وبيّن كراجه أن الحكومة وجهاز الأمن العام قدما رواية تستند إلى معطيات الواقع، ومع ذلك، فإن مجرد طرح تساؤلات حول الرواية الرسمية يعكس فجوة في التواصل الفاعل، إذ لا يوجد مبرر منطقي لتقديم رواية مختلقة، خاصة أن الحادثة بطبيعتها مدانة شعبيًا وبالإجماع.

ونوّه إلى أن أي اعتداء على رجال الأمن يمثل خرقًا للقيم الوطنية، ويضع المعتدي في مواجهة مع الأردنيين جميعًا، دون حاجة للنقاش أو التبرير.

وإذا ما تأملنا الحادثة من منظور المؤامرة، لكان بالإمكان توظيفها سياسيًا لتشويه صورة الاحتجاجات التي عبّرت عن رفضها لوجود السفارة، مما يُظهر أن الرواية الواقعية كانت الخيار الأمثل، وفقًا لما صرّح به كراجه لصحيفة "أخبار الأردن".

وأكد أن على الحكومة ومؤسسات الدولة إدراك أن السبيل الوحيد لمواجهة التشكيك والشائعات يتمثل في تعزيز منظومة التواصل الاستراتيجي، بحيث تكون المعلومات متاحة بسرعة وشفافية، فالمصداقية لا تُبنى إلا من خلال الانفتاح التام على الجمهور، ومخاطبته بلغة مباشرة وصادقة تسبق موجات التشكيك وتتصدى للشائعات في مهدها.