مجلس النواب اللبناني بين قدسية المؤسسة وشبهة الاستغلال
قال الخبير الأمني والعسكري الدكتور عمر الرداد إن الأحاديث تتصاعد حول تحول مقر مجلس النواب اللبناني إلى ما يشبه "الحصن السياسي" لحزب الله، بغطاء وتسهيلات من رئيس المجلس نبيه بري.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التقارير تشير إلى استخدامه كملاذ آمن لنواب الحزب وعائلاتهم، بل وحتى كقاعدة محتملة لقيادته السياسية، والعسكرية، والأمنية.
وبيّن الرداد أن تهديدات إسرائيل باستهداف المجلس تتكرر، بينما يراهن بري يرهن على أن إسرائيل لن تجرؤ على تنفيذ هذا التهديد، إما لاعتقاده بأن الأمر مجرد ضغط نفسي وسياسي لإجبار الحزب على القبول بشروط تسوية مجحفة، أو لإيمانه بأن ضرب مؤسسة سيادية بهذا الحجم يتجاوز حدود ما قد تتجرأ عليه إسرائيل.
وأكد أن مثل هذه الرهانات ليست جديدة في الحسابات الإقليمية؛ فهي تعيد إلى الأذهان تقديرات مشابهة وقعت فيها حركة حماس، حين أساءت فهم حدود الردع الإسرائيلي وسياقاته.
وأشار الرداد إلى أن إسرائيل اليوم تجد نفسها في وضع دولي داعم، حيث المناخ الإقليمي والدولي يوفر لها غطاءً واسعًا، قد يجعل ضرب مجلس النواب اللبناني خطوة تحظى بترحيب غربي وربما دعم داخلي من أطراف لبنانية ترى في حزب الله عبئًا وليس درعًا.
وذكر أن مجلس النواب، الذي يُفترض أن يكون بيت الشعب ومؤسسة وطنية جامعة، تحول في الوعي العام إلى رمز يعبر عن هيمنة فرد وطائفة، بدلًا من أن يعكس التنوع اللبناني ووحدة الوطن، مضيفًا أن هذا الانحراف عن جوهر الدور الوطني للمجلس يعمق من الأزمة اللبنانية، ويجعل من فكرة استهدافه – رغم رمزيتها – مسألة لا تثير نفس الحرج السياسي الذي قد تثيره في سياقات دولية أخرى.
وقال الرداد إن المعادلة تتغير، ولبنان يجد نفسه على مفترق خطير، حيث الحروب التي لا تُمثل جميع أبنائه تُضاف إلى مؤسسات تتحول من رموز للسيادة إلى أدوات للصراع