إرادة الشعب ذهبت في مهب رياح إرادة المحاصصة داخل مجلس النواب

  بقلم د.فوزان العبادي

رئيس مجلس النواب في لقائه عبر برنامج ستون دقيقه يعتبر وجود العرموطي تحت القبه أفضل من وجوده في المكتب الدائم ؟!!
بالبداية من إستمع إلى حديث سعادة رئيس مجلس النواب ليلة أمس يجد نفسه مذهولا وتصيبه خيبة أمل كبيره وحقيقيه من حاضر ومستقبل البرلمان العشرون وعلى منظومة التحديث السياسي ككل.

فأنا كأمين عام حزب وطني أردني يملك فكر وسطي محافظ لا أميل الى دعم الاخوان ولا اتفق معهم بجزء كبير من فكرهم وعملهم ولكن من باب الإنصاف والحفاظ على ماتحقق من إنجاز خلال الشهور السابقه في عملية التحديث السياسي وما أفرزته آخر خطوات المرحلة الأولى المتمثلة بالإنتخابات النيابية التي حصدت فيها الجبهة أكثر من ثلث عدد أصوات المقترعين سواء كان عماد إختيارهم عاطفه أو قناعه في برنامج حزبي او غير ذلك تبقى نتيجة الصندوق هي من عليها أن تحكم وتتحكم بشكل المجلس  .فعندما نرى الحزب صاحب التمثيل الشعبي الأكبر يتم إقصائه وإقصاء قياداته بشكل غريب وبمبررات أغرب حيث يصبح مجرد وجود قياداته تحت المجلس بحد ذاتها منه .

والطموح برئاسة المجلس او عضوية المكتب الدائم حلم بعيد المنال .. ينتج هنا عدة تساءلات أهمها هل نحن أمام مجلس نواب مختلف حقا ويملك إرادته أم مستنسخ عن المجالس السابقه ومسلوب الإرادة . وهل ستبقى الحكومه متغولة على المجلس ودوره...

وهل سعادة الرئيس مقتنع بأن العمل البرلماني سيكون بشكل جديد ونكهة حزبية تحتكم لبرامجية الأحزاب وهل ما تفضل به سعادته من وجود( ٥ )وزراء في الحكومة الحالية حزبيين وخاصة من ميثاق سيكون إضافة للعمل الحزبي..كيف ذلك وقد أعلن رئيس الحكومه سابقا بأن الخيارات في حكومته كانت شخصيه وليست على أساس حزبي؟!

بصراحة نحن بحالة تيه وضياع حقيقي لبوصلة التحديث السياسي وإستقواء على إرادة الشعب ولا أعلم من هو المستفيد من ذلك ولكن نحتاج حقا لمراجعه حثيثه وقراءة عميقه لخطاب العرش السامي الذي يعتبر نبراس على كافة السلطات أن تستنير فيه للحفاظ على مسيرة الديمقراطية ومشروع التحديث.