قال الخبير في الشأن الاستراتيجيّ الدكتور عامر السبايلة، إنه من المتوقع أن يشهد المشهد الدولي تصعيدًا روسيًا محسوبًا، كرد فعل طبيعي على الخطوة التصعيدية التي أقدمت عليها الإدارة الأميركية الحالية باستخدام الصواريخ الدقيقة داخل العمق الروسي، في إشارةٍ إلى دفع الجانب الأمريكي نحو الزاوية.

وأوضح السبايلة في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه الخطوة تحمل أبعادًا استراتيجية تضغط بشكل مباشر على القيادة الروسية وتضعها أمام خيارات صعبة تتطلب ردودًا حاسمة ومؤثرة.

ونوّه السبايلة إلى أن روسيا تعي أن تجاهل مثل هذه التحركات سيؤدي إلى تقويض مكانتها الدولية ويزيد من مخاطر استنزافها على المدى البعيد، ولذلك، من المرجح أن تكون أي خطوة روسية مقبلة تهدف إلى رفع الكلفة على الأطراف التي دعمت استخدام هذه المنظومات الدقيقة، بما يضمن إيصال رسالة واضحة أن التمادي في استهداف العمق الروسي قد يُدخل الجميع في دائرة لا يمكن التنبؤ بتداعياتها.

وأشار إلى أنه يمكن قراءة إدخال المنظومات العسكرية الجديدة ضمن هذا الإطار، إذ تبدو هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية روسية أوسع تهدف إلى استباق التهديدات المحتملة واحتواء ما قد يتبلور في المستقبل القريب من تحديات أكبر.

وأكد السبايلة أن الرئيس بوتين يدرك الدلالات التي يحملها استمرار استهداف الداخل الروسي بأسلحة دقيقة، والتي قد تدفع الصراع نحو مرحلة غير مسبوقة من التعقيد، لذلك، فإن هذه التحركات الروسية تسعى إلى توجيه رسالة مفادها بأن أي محاولة لزعزعة استقرار الداخل الروسي لن تمر دون عواقب بعيدة المدى.

على ضوء ذلك، صرّح بأننا قد نشهد في المرحلة المقبلة تكثيفًا للجهود الروسية لتأمين الجبهة الداخلية وإعادة ضبط معادلة الصراع بما يضمن استقرار التوازنات الدولية وتجنب المزيد من الانزلاق نحو مواجهات أشمل وأعمق.