اكتشاف عقار جديد لإنقاص الوزن وتحسين حساسية الأنسولين
في جامعة كوبنهاغن بالدانمارك، اكتشف العلماء عقارًا جديدًا يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن بشكل فعال، حيث يعمل على تقليل الشهية، زيادة استهلاك الطاقة، وتحسين حساسية الأنسولين دون التسبب في الغثيان أو فقدان كتلة العضلات.
هذا الاكتشاف، الذي تم نشره في مجلة "نيتشر" في 13 نوفمبر 2024، يُعد خطوة هامة نحو توفير علاج فعّال لملايين الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني والذين لا يتجاوبون جيدًا مع العلاجات الحالية.
تحديد الوزن عبر توازن الطاقة
يتم تحديد وزن الجسم من خلال التوازن بين كمية الطاقة التي نتناولها وكمية الطاقة التي نستهلكها. عندما يتناول الفرد الكثير من الطعام ويحرق كميات أقل من الطاقة، ينتج عن ذلك زيادة في الوزن بسبب فائض الطاقة. في المقابل، تناول كميات أقل من الطعام مع زيادة الحرق يدفع الجسم لحرق السعرات المخزنة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
البحث الحالي يركز على تحسين القدرة على زيادة استهلاك الطاقة بشكل آمن، وهو أمر بالغ الأهمية بالنظر إلى أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الأجسام تبدو وكأنها تحرق سعرات حرارية أقل في حالة الراحة مقارنة بالعقود الماضية. ورغم وجود عدد قليل من العلاجات قيد التطوير، لا توجد حاليًا طرق معتمدة لزيادة استهلاك الطاقة بأمان.
دور الإنكريتين في تنظيم الطاقة
الإنكريتين هي هرمونات يفرزها الجهاز الهضمي وتلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستوى السكر في الدم. عندما نتناول الطعام، تحفز هذه الهرمونات البنكرياس لإفراز الأنسولين، الذي ينقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة.
تنشيط مستقبلات إنكريتين 2
قرر العلماء اختبار تأثير تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 (NK2R) في الفئران، وهو ما أظهر نتائج مثيرة. ليس فقط أن تنشيط هذه المستقبلات زاد من حرق السعرات الحرارية بشكل آمن، بل أدى أيضًا إلى خفض الشهية دون التسبب في الغثيان. كما أن هذه التغييرات ساعدت في تقليل وزن الجسم وعكس مسار مرض السكري من النوع الثاني.
تأثيرات العقار على مرض السكري والسمنة
في التجارب على الرئيسيات غير البشرية المصابة بمرض السكري والسمنة، تبين أن تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 ساعد في زيادة حساسية الأنسولين، وخفض مستوى السكر في الدم، وتقليل الدهون الثلاثية والكوليسترول.
من الفئران إلى البشر
على الرغم من أن العقار أظهر نتائج واعدة في التجارب الحيوانية، يطمح العلماء إلى اختبار تأثيره على البشر لتأكيد سلامته وفعاليته. وفي هذا الصدد، قالت طالبة الدكتوراه فريدريك ساس من مركز أبحاث السرطان في جامعة كوبنهاغن: "إحدى أكبر العقبات في تطوير الأدوية هي التحديات التي تواجهها في الانتقال من الفئران إلى البشر. نحن متحمسون لأن تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 أظهر فائدة مماثلة في الرئيسيات غير البشرية المصابة بالسمنة والسكري، وهو ما يمثل خطوة هامة نحو العلاج البشري".
مستقبل العلاجات الدوائية
هذا الاكتشاف قد يُفضي إلى ظهور جيل جديد من العلاجات الدوائية التي تقدم حلولًا أكثر فعالية وقابلية للتحمل لنحو 400 مليون شخص في العالم يعانون من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني.