غادة الخولي

أوضح الخبير الاقتصادي منير دية أنه بعد افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب الأولى بخطبة العرش السامي وانتخابات رئيس المجلس والمكتب الدائم، يشرع مجلس النواب في اختيار لجانه الداخلية التي تشرف على العمل داخل مجلس الأمة.

وأضاف دية في حديث لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، الأربعاء، أنه بقي أن تتقدم حكومة جعفر حسان خلال الأيام القادمة وقبل نهاية الشهر الحالي بخطاب الثقة، وبدء مناقشته من قبل النواب، والتصويت على منح الثقة للحكومة.

ورجح دية أنه بعد تشكيل مجلس النواب للائتلاف النيابي الذي ضم أكثر من 105 نواب، جمع تقريبًا 5 كتل نيابية، وهي: ميثاق، وتقدم، وإرادة، والوطن الإسلامي، واتحاد الأحزاب الوسطية، وعزم، سيكون ذلك الائتلاف متوافقًا مع الحكومة في منحها الثقة بشكل واضح، مشيرًا إلى أن حكومة حسان ستحصل على ما يقارب 100 صوت من النواب.

وأفاد أن كتلة العمل الإسلامي، وفق رئيسها صالح العرموطي، سوف تقوم بمد أيديها للحكومة والانفتاح على العمل والتعاون معها، لافتًا إلى أن تلك إشارة أن جبهة العمل الإسلامي سوف تعطي الثقة للحكومة كبادرة حسن نية وفتح صفحة جديدة معها داخل البرلمان الأول من حيث التشكيل الحزبي.

ولفت دية إلى أن حكومة حسان قد تحصل على العلامة الكاملة أو أقل بقليل خلال التصويت على منحها الثقة من قبل مجلس النواب.

وأكد أن حسان استطاع خلال الفترة الماضية اتخاذ مجموعة من القرارات التي لها طابع اقتصادي، ستسهم في تحريك عجلة الاقتصاد خلال الفترة القادمة، وقد تعود على المواطن من ذوي الدخل المحدود بالتخفيف عنهم، ما أعطى ارتياحًا لدى الكثير من الجهات أن رئيس الوزراء جاء ليقوم بزيارات ميدانية مستمرة، وأنه جاء ليعمل بكل جد.

وأوضح دية أن من ضمن القرارات التي اتخذتها حكومة حسان تخفيض رسوم التسجيل على الشقق التي تزيد مساحتها عن 150 م² في القطاع العقاري، وإعفاء رسوم المسقفات لمدة 3 سنوات للشقق الأقل من 150 م²، وإعفاء رسوم التسجيل لأول مرة.

وأردف أن حكومة حسان أصدرت قرارًا بإعفاء رسوم الترخيص والغرامات للمركبات التي لم يتم ترخيصها منذ سنوات، وهذه قضية تهم الطبقة الفقيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى القرارات التي أصدرتها الحكومة بخصوص القضايا الجمركية التي تعود إلى ما قبل 2019، والتي وصلت نسبة الإعفاء من الغرامات فيها إلى 90%.

وفيما يتعلق بالسياحة العلاجية، نوه دية إلى أن قرارات الحكومة بتيسير دخول الأخوة الليبيين بدون موافقات مسبقة، ستقدم تحركًا واضحًا في هذا القطاع.

وأردف أن منجزات الحكومة في الفترة الماضية وقراراتها أعطت المواطن ارتياحًا كبيرًا وأملاً بالنسبة لقضية رسوم تخليص سيارات الكهرباء وقضية أجور الأطباء.

وأكد أن حكومة حسان من الواضح أنها تحاول إرضاء جميع الأطراف بعيدًا عن التأزيم ورفع الضرائب بشكل مباشر، لافتًا إلى أن المشاورات التي قام بها حسان في تشكيله للحكومة ستؤهله لحصول على ثقة غير مسبوقة من مجلس النواب.

وأكد أن تلك الثقة ستعطي الدكتور جعفر حسان أريحية كبيرة ودفعة كبيرة للعمل، وذلك بسبب حجم الأصوات التي ستمنحه الثقة، وسيسير قدمًا نحو إنجاز رؤية التحديث الاقتصادي والسياسي والإداري، ويقدم الأمل بتحقيق المنجزات للبلد في ظروف صعبة اقتصاديًا واجتماعيًا في ظل المناخ الإقليمي الملتهب.

وتابع أن الأخبار حول كميات الغاز المعلن عنها التي تم اكتشافها في حقل الريشة، بتريليونات من الكميات الضخمة، حتى لو تحتاج إلى عشر سنوات ومليارات الدولارات لاستخراجها، لكنها تعطي للمواطن تفاؤلًا في أن هناك ما سيتم تحقيقه في السنوات القادمة، وهي من الأخبار النفسية التي أعطت الحكومة طمأنينة وردودًا إيجابية.

وأكد أن كل تلك المؤشرات قد تسهم في حصول رئيس الوزراء على ثقة غير مسبوقة تؤهله لفترة من العمل الجاد، واتخاذ قرارات جريئة سياسية واقتصادية واجتماعية.