خبير طاقة لـ"أخبار الأردن": حقل الريشة يكفينا من 100 إلى 150 عامًا
علّق خبير الطاقة الدكتور زهير صادق على المؤتمر الأخير المتعلق بحقل الريشة الغازي، مبديًا رأيًا نقديًا حول ما طُرح من معلومات وإجابات، إذ وصف الأرقام المعلنة بشأن كميات الغاز المكتشفة بأنها "مذهلة وتستحق الاهتمام الجاد".
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الدراسات الجديدة أظهرت احتواء الحقل على كميات ضخمة من الغاز الطبيعي تكفي احتياجات الأردن لما يتراوح بين 100 و150 عامًا، مقارنة بحقل "كاريش" الذي تفاوض عليه الكيان الصهيوني ولبنان سابقًا، والذي لا يحتوي إلا على نحو تريليون قدم مكعب فقط.
وأعرب صادق عن دهشته من التأخر في استغلال هذا المورد الحيوي، متسائلاً: إذا كانت الدراسات السابقة، التي أُجريت منذ سنوات عبر شركة "شلمبرجير" ذات الخبرة العالمية، تشير بوضوح إلى وجود كميات واعدة من الغاز، فلماذا لم تُنفَّذ خطوات جادة حينها؟ ولماذا احتاج الأمر لإعادة إجراء دراسات جديدة عبر نفس الشركة الآن؟
وأضاف أن هذا التأخير لا يُبرر، خاصة أن الأردن يعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقة، الأمر الذي يرهق موازنته.
وأشار صادق إلى أن تجاهل هذه الإمكانيات لسنوات طويلة واختيار توقيع "اتفاقية العار" مع الكيان الصهيوني لاستيراد الغاز بدلًا من تطوير المصادر المحلية يعكس خللاً في إدارة ملف الطاقة، قائلًا إنه أكد منذ سنوات عديدة أهمية استغلال الموارد المحلية، إلا أن القرار جاء متأخرًا، ما يضع علامات استفهام حول السياسات السابقة.
وانتقد الطريقة التي أُدير بها المؤتمر، فهو لم يكن بالمستوى المطلوب، إذ بدت أجندته مصاغة بعناية لتجنب الإجابة عن الأسئلة الجوهرية، مشيرًا إلى أحد الأسئلة المطروحة خلال المؤتمر بشأن الفرق بين الدراسات القديمة والجديدة، والذي لم يُجب عنه بوضوح، رغم تأكيد مدير شركة البترول الوطنية على أن "شلمبرجير" هي الشركة نفسها التي أجرت الدراسات في المرتين.
واختتم صادق حديثه برسالة واضحة، حيث إن ما أُعلن عنه اليوم من أرقام يمثل فرصة تاريخية للأردن لتأمين احتياجاته من الطاقة لعقود قادمة، داعيًا إلى ضرورة أن يكون هناك خطة عمل واضحة وشاملة تُنفَّذ بسرعة وبكفاءة لتطوير الحقل، بعيدًا عن أي تأخير أو حسابات سياسية.