لن يتحقق التغيير إذا ما تحررت المواقع والمناصب من احتلال التدوير

  نيڨين العياصرة


هل شهد الأردن تغير على مدى سنوات مضت حملت في بيتها  السياسي نفس الوجوه التي إذا ما  دشنت  بئرًا في أرض عطاشى تحدثت عن تنمية شاملة مستدامة  ؟ هل حقق مجلس، 18و 19، وغيرها  التغيّر المنشود؟ وهل المرحلة القادمة التي تقودها الأحزاب  الايدلوجية والبرغماتية والشخصية، و أحزاب التحشيد بالتحديد، ستحدث التغيير؟


ولنعلم بدايةً أن التغير في معناه البنيوي أو الإرتقائي صيرورة طويلة المدى
 تبني التقدم وتحدث التغيير وهو  الإنتقال من حال إلى حال أفضل ضمن خطة تتناسب والإمكانات المادية والبشرية المتاحة وتتصف بواقعية الأهداف، انتقالات تتوالى متقاربة أو متباعدة بأحجام وصيغ وآليات مختلفة ترفع معدلات النمو لجميع قطاعات الإقتصاد الوطني المختلفة  ، فهل حققت الحكومات السابقة والإستراتيجات المكتوبة  الإصلاح الاقتصادي الذي ينعكس على معيشة المواطن ويحقق "الكرامة الإنسانية" ؟

ولأن التصريحات لا يتقبلها  الواقع مثل "توظيف مليون عاطل عن العمل خلال عشرة أعوام  "،  وسعت فجوة عدم ثقة المواطن بالحكومات المتتالية، فتراكمت الكلمات ونتجت منها  ثورات داخلية في قلب الشعب  الذي يعتصر ألمًا لأن  الكرامة الإنسانية التي ينادي بها سيد البلاد حفظه الله ويسعى لها لم  تحققها تلك الحكومات وبدأ الوعي لدى المواطن  يتزايد حول خبرات السطور الأولى وماذا نتج عنها من فشل ، فكانت الإجابة أن فعل التغير وما يتطلبه التغيير من فاعلية، يحتاج إلى فك طوق سياسة التعيين المكررة وتحرير المناصب من التمثيلات السياسية المدوره،  والبحث عن عناصر جديدة لتحسين الأداء.

وفي منهجية البحث علينا أن نؤكد "أن الوطن للجميع" ومن حق الجميع أن يشارك في بناءه من بناته وأبنائه ، وذلك بتوسيع  زواياها، وأن  لا نحتكرها لطبقة أو لايدلوجية أو لعنصر؛ لنحقق ثقافة المستقبل التي يجب أن تكون منفتحة ومتعددة وقادرة على التفاعل مع المواطن من أجل التصدي للمخاطر الخارجية  المحيطة والمهددة للبلاد.

والخلاصة أن التغيير لن يتحقق اذا ما تحررت المواقع والمناصب من احتلال التدوير   الذي  لم يحقق لهذا الشعب الحياة الكريمة، ولن نراهن على حياة حزبية قادمة يمولها من يريد القيادة والسيادة  ، فمن يريد للوطن  "سالمًا، منعمًا، وغانمًا مكرمًا"  سيجد للإستثمار  ألف طريق لتوظيف العاطلين عن العمل،وسيوجه البرامج السياسية والحكومية وسيعمل من أجل تنفيذها ولن يساوم ، ومن يجد في استثمار الأحزاب تخفيف ضريبة أو تحقيق لمآرب شخصية أو خارجية لن يكون برنامجه الإ مسرحية لم يفهم الشعب منها سوا أنا حزبي.

نحن بحاجة للتغيير لا للتبديل في حكوماتنا، وبحاجة لأحزاب تعمل بضمير لأجل وطنها وملكها.