الماضي لـ"أخبار الأردن": خطاب الملك يرسخ الثوابت الوطنية

 

قال أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور بدر الماضي إن الخطاب السياسي الأردني الذي ألقاه جلالة الملك، ممثلًا عن الدولة الأردنية، جاء محمَّلًا برسائل عميقة تعكس وعيًا استراتيجيًا بالقضايا الداخلية والخارجية التي تمس الوطن في هذه المرحلة الدقيقة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الخطاب ركّز على مشروعات التحديث والتنمية، فهي تمثل رؤية وطنية شاملة تتجاوز حدود الحكومات المتعاقبة، لتصبح مشروع دولة مستدام، مشددًا على أن تنفيذ هذه المشروعات، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الإداري، يمثل أولوية قصوى للدولة الأردنية.

وفي ذات السياق، أقرّ جلالته بالتحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، مبرزًا أن جزءًا منها خارج عن سيطرة الأردن، إلا أنه أكد التزام الدولة بتوظيف إمكاناتها المتاحة لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وفقًا للماضي.

وبيّن أن جلالة الملك تناول قضية الهوية الوطنية بمسؤولية ووضوح، مؤكدًا أنها هوية متجذرة ومستقرة لطالما شكلت مصدر قوة للأردن، وأن هذه الهوية الوطنية، التي تستمد عمقها من الانتماء الوطني، لا تقف عائقًا أمام انفتاح الأردن على محيطه الإقليمي والدولي، لكنها في الوقت ذاته ترفض المغامرات غير المحسوبة التي قد تهدد وجود الدولة أو تضعف هويتها.

وأشار الماضي إلى أن جلالته ألمح بوضوح إلى الدروس المستفادة مما أصاب الهويات الوطنية في دول الجوار مثل العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، داعيًا إلى الحفاظ على استقرار الأردن وقوته كأولوية لا تحتمل المساومة.

ونوّه إلى أن جلالة الملك أكد بقاء القضية الفلسطينية محورًا للسياسة الخارجية الأردنية، بوصفها حجر الزاوية في التزام الأردن بالقضايا العادلة على المستوى الإقليمي والدولي، إذ أعاد التأكيد على دور الأردن في التصدي للعدوان على الشعب الفلسطيني، سواء عبر الوسائل الدبلوماسية والسياسية أو من خلال استراتيجيات الدولة المتجددة.

كما سلط جلالته الضوء على الدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة، مشيرًا إلى الجهود المبذولة في دعم الأشقاء في قطاع غزة وفي معالجة التداعيات الإنسانية للقضية الفلسطينية بشكل أوسع، مع تشديده على أن هذا الدور الإنساني يعزز مكانة الأردن الأخلاقية والإنسانية على الساحة الدولية، ويؤكد التزامه الثابت بمبادئ العدل والسلام.

وأكد الماضي أن جلالة الملك قدم خطابًا متوازنًا ومركّزًا، يجمع بين وضوح الرؤية ودقة التعبير، ليؤكد مرة أخرى أن الأردن، بقيادته الحكيمة، عازم على الحفاظ على مكتسباته الوطنية وتعزيز مكانته الإقليمية والدولية، مع الالتزام بمسيرته في التحديث والتنمية رغم التحديات.