الحجي: هكذا تتلاعب الرياضة بالقيم الجماعية

 

قال أستاذ علم الاجتماع والجريمة الدكتور جهاد الحجي، إن استغلال الرياضة لتحقيق أهداف سياسية أو فئوية يعكس تداخلًا معقدًا بين السلوك الإنساني وعوامل الضغط الاجتماعي والسياسي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ما يحدث هو محاولة استغلالها كأداة للنفوذ السياسي تحت مظلة اتحادات دولية أو رسمية تبدو عاجزة عن الحفاظ على القيم النبيلة للرياضة.

وبيّن الحجي أن التاريخ شهد تصاعدًا في التوترات والصراعات بين الدول على خلفية مباريات رياضية، وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية وسحب السفارات، مضيفًا أنه يمكن تفسير هذه الحوادث بكونها تعبيرًا عن هشاشة التماسك الاجتماعي وانعكاسًا لاحتقان سياسي قابل للاستغلال من قِبل جماعات تسعى إلى تأجيج النزاعات؛ فمثل هذه الجماعات قد تلجأ للتخطيط المسبق وإثارة الفتن العنصرية لتحقيق أجندات فئوية، وهو سلوك مرفوض وفق منظور علم الجريمة كونه يندرج تحت إطار الجريمة المنظمة التي تستغل التأثير العاطفي الجماعي.

وأضاف أن ظاهرة الشغب الرياضي ترتبط أحيانًا بتوترات اجتماعية أو ضغوط سياسية، إلا أن التحريض العنصري والتخطيط المسبق لهما يعكسان بوضوح ممارسات تنطوي على أنماط من السلوك العدائي الذي يغذي التفرقة ويستثمر في استثارة الكراهية.

ومن منظور علم الاجتماع، فإن التحريض العنصري يكشف عن ميل للتلاعب بالقيم الجماعية، فيما يُعتبر وفق علم الجريمة أحد أساليب التأثير الإجرامي الذي يسعى لتغذية العنف الجماهيري واستغلاله، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

ودعا الحجي المؤسسات الرياضية والشخصيات الاعتبارية إلى التحرك الجاد لحماية الرياضة من التلاعب واستغلالها كأداة للصراعات الاجتماعية والسياسية، مؤكدًا ضرورة اتخاذ الرياضيين، أن يتخذوا موقفًا واضحًا للحفاظ على نقاء الرياضة ورسالته، فالرياضة، بحسب الحجي، يجب أن تظل مجالًا محايدًا يعزز الروابط الاجتماعية ويعمل على بناء السلام؛ إذ تعتبر ضمن منظور علم الاجتماع والجريمة وسيلة لإحلال القيم الإنسانية وتكريس الوحدة، بعيدة عن ممارسات التضليل والاستغلال التي تنطوي على نزعات عدائية تهدد أمن المجتمعات.