أبو زيد يكشف تأثير معادلة الأرض على العمليات في غزة

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد إن زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى كل من روسيا والولايات المتحدة تأتي في سياق إعادة هندسة المشهد الدبلوماسي للخروج بحل سياسي من جنوب لبنان.

وأضاف أبوزيد أنه في ظل إدراك الاحتلال أنه تورط في عملية برية غير ناجحة في جنوب لبنان، يبدو أن زيارة رون ديرمر تأتي في سياق البحث عن دور روسي لكسر سلاسل توريد الأسلحة إلى حزب الله عبر سورية.

 ويأتي استهداف إسرائيل مواقع انتشار مليشيات شيعية في سورية خلال الأيام الماضية في نفس السياق، في محاولة لخنق حزب الله ومنع وصول السلاح عبر سورية، في ظل إدراك الاحتلال فشله في خلق فراغ هيكلي داخل حزب الله.

وأشار أبوزيد إلى أن ارتفاع منحنى الخسائر الإسرائيلية جنوب لبنان واستهداف حزب الله لعمق شمال الأراضي المحتلة يبدو أنه فرض على الاحتلال البحث عن خروج آمن بمسار دبلوماسي قد يتبلور خلال الأيام القادمة.

 فيما أكد أبوزيد أن الاحتلال لن يستطيع الاستمرار بالعملية البرية بهذا الشكل من الارتباك وعدم القدرة على تحقيق إنجاز ميداني.

ولفت أبوزيد إلى أن ما يجري في غزة يفرض أن القتال يخضع لمعادلة السيطرة، والتطهير، والتثبيت، ففي كل العمليات غير المتكافئة، ليس مطلوبًا من المقاومة مسك الأرض وإنما إيقاع الخسائر، ومطلوب من الجيش النظامي المهاجم منع الخسائر والتثبيت في الجغرافيا.

 وهذه المعادلة، وفق أبو زيد لم ينجح الاحتلال في تحقيقها سوى في محور نتساريم وفيلادلفيا، وباقي المناطق نجح فيها بالسيطرة ولم ينجح بالتطهير والتثبيت فيها، ما جعله عرضة للكمائن من المقاومة التي تستنزف قدراته البشرية والمادية والمعنوية.

 الأمر الذي يمكن، حسب أبوزيد، أن يفرض معادلة عادلة لشكل الصراع بعد 402 يوم من القتال في غزة، وهي: أن المقاومة نجحت ولم تهزم، والاحتلال نجح ولكن لم ينتصر.