المغاربة يضع لـ"أخبار الأردن" قائمة بمصير 7 دول رئيسية في المنطقة

 

خاص

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إنه لم يعد هناك متسع من الوقت؛ إذ إن عودة إدارة ترامب إلى البيت الأبيض تحمل معها صفحة جديدة من السياسة الأمريكية التي قد تفرز تهديدات مصيرية للمنطقة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن أمام الدول العربية الآن بضعة أشهر فقط لاتخاذ قرارات استراتيجية شجاعة، وإلا فإن الفرص الأخيرة ستتلاشى إلى الأبد، ما يفتح الباب واسعًا أمام تحولات جذرية قد تعيد تكرار أزمات التاريخ، وتزيد الأوضاع سوءًا وتعقيدًا.

الأردن وفلسطين

وبين المغاربة أن الواقع على الأرض في فلسطين والإقليم يتسارع بوتيرة غير مسبوقة، مشيرًا إلى تعقيدات متشابكة تنذر بانهيار خيارات كانت إلى الأمس القريب مطروحة. وفي ظل هذا التسارع، يقف الأردن في عين العاصفة باعتباره المعني الأول بضرورة التحرك العاجل، إذ يجد نفسه أمام لحظة مصيرية تلزمه باتخاذ مواقف حاسمة ومؤثرة.

روسيا وأوكرانيا

وأشار إلى أن التجربة السابقة مع إدارة ترامب الأولى تحمل مؤشرات صارخة على احتمالات السياسة المقبلة. فعودة ترامب تعني عودة لتحالفات قديمة وإعادة ترتيب لموازين القوى؛ إذ يتوقع أن يمنح ترامب بوتين ما يبتغيه في أوكرانيا، ما سيثبت روسيا كقوة تهديد مستمرة لأوروبا، ويؤدي في المقابل إلى كف يدَيها ويد الصين عن الشرق الأوسط. وبهذا، قد تجد أوروبا نفسها تحت رحمة إملاءات حلفاء موسكو في الاتحاد الأوروبي مثل المجر وصربيا، ما سيقيد حركتها ويزيد اعتمادها على الولايات المتحدة في ظل واقع ضبابي لا يخدمها.

إيران

ونوّه المغاربة إلى أن إيران تبدو آخذةً في الانكماش، فقد تلاشت أوراق قوتها القديمة بعد أن فقد الحليف الروسي حاجته إليها بعد انتهاء أزمة أوكرانيا، ما فتح الباب أمام توسع أمريكي في كردستان وسوريا، وتزايد دعم الولايات المتحدة للمعارضة الإيرانية الداخلية، ليزيد من حصار إيران ويضعف نفوذها الإقليمي.

تركيا

تركيا، من جهتها، تعيش لحظة شبيهة بنهاية الإمبراطورية العثمانية، حيث تواجه موجة تحديات تهدد أحلامها بالعثمنة، وتدفعها نحو خيارات استراتيجية صعبة لإعادة توطيد نظام أطلسي في أنقرة، بعيدًا عن النفوذ الروسي والصيني، في مواجهة تحالفات قديمة جديدة تعيد رسم خريطة المنطقة، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

إسرائيل

غير أن الأهم والأخطر يكمن في انتعاش مشروع "إسرائيل الكبرى" تحت الراية الترامبية، وهو الحلم الذي طالما راود اليمين الصهيوني-الأمريكي. وأضاف أن عودة ترامب تعني توفير أدوات جديدة، وربما غير مسبوقة، لدفع هذا المشروع نحو الواقع. فكل الخيارات، حتى تلك التي كانت مستبعدة وغير معقولة، أصبحت متاحة الآن. فإدارة ترامب الجديدة، بطاقمها الموالي للمصالح الصهيونية الدينية، لن تتردد في استخدام أكثر الأساليب تطرفًا لتحقيق هذا الطموح، دون مراعاة لأي توازنات كانت حاضرة من قبل.

أما القوى الكبرى التقليدية، مثل روسيا التي حصدت ما تريد في أوكرانيا، وأوروبا التي تجد نفسها وحيدة في مواجهة "البعبع الروسي"، فلن تكون قادرة على مواجهة هذا المد الأمريكي المتجدد في الشرق الأوسط، خاصة مع احتمالات تفكك حلف الناتو تحت تأثير سياسة التمويل والتبريد التي قد يتبناها ترامب.

المنطقة الآن على مفترق طرق خطير؛ ولدى الأطراف المعنية بضعة أشهر فقط لاتخاذ خطوات تحول دون دخول العالم العربي في دوامة من التغيرات الجغرافية والديموغرافية الحادة التي قد تغير ملامح المنطقة إلى الأبد، بضعة أشهر تفصل بعض الدول والممالك عن مصير وجودي قد يؤدي إلى اندثارها وغرقها في صراعات داخلية طويلة، وزوال عروش لطالما اعتقدت أنها ثابتة وراثية إلى ما لا نهاية.