الغرايبة يكشف لـ"أخبار الأردن" سبب تأجيج إسرائيل للصراعات بشكل مستمر

 

  خاص

قال الكاتب الدكتور إبراهيم الغرايبة إن التصور الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط يرتكز على استراتيجية السيطرة والتحكم، مستندًا إلى تفوق تكنولوجي واسع، وإلى الفجوة الكبيرة في مستويات التقدم والتنمية بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، ودول المنطقة من جهة أخرى.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز نفوذها عبر دعم الأطراف المتوافقة مع مصالحها، وتسخير الأدوات التكنولوجية والعسكرية لترسيخ هذا النفوذ، ما يعزز تفوقها النسبي وقدرتها على توجيه الأحداث بما يخدم أهدافها الاستراتيجية بعيدة المدى.

وبيّن الغرايبة أن إسرائيل تقوم على رؤية استراتيجية تعتبر أن استمرارها في المنطقة يعتمد على إشاعة فكرة أن السلام في الشرق الأوسط مجرد سراب، وبدلًا من الدفع نحو حلول سلمية، تتبنى أيديولوجية تقوم على منطق الهيمنة والاستقواء، حيث تعتبر أن القمع، والحروب، والانتقام، والاستخدام المفرط للقوة هي الوسائل الأساسية لضمان أمنها واستمرار وجودها.

وذكر أن إسرائيل تعتقد بأن أي جهود للتوصل إلى حلول سلمية شاملة ودائمة قد تهدد مكانتها، ولهذا تسعى إلى تأجيج الصراعات بشكل مستمر للحفاظ على ميزان القوى لصالحها.

ونوّه الغرايبة إلى أن هذا التصور الأمريكي والإسرائيلي يجد أرضًا خصبة في المنطقة، إذ يشارك العديد من الأطراف العربية، عن وعي أو دون وعي، في دعم هذه الأيديولوجية من خلال مواقف وسلوكيات تزيد من تعقيد المشهد وتعرقل جهود السلام.

ولفت الانتباه إلى أن هذا التأييد غير المباشر يتجلى في الخلافات والانقسامات العربية التي تحول دون بناء جبهة موحدة قادرة على تقديم رؤية بديلة للسلام، وتؤدي إلى سياسات تكرس الانقسام وتجعل من المنطقة بيئة ملائمة لاستمرار الصراعات.