بعد تسريب قوائم التعيينات.. أين يذهب المتعطلون عن العمل؟
أخبار الأردن- خاص- كان تسرب قائمة بتعيينات على وسائل التواصل الاجتماعي ضمت عددا من أبناء المسؤولين في المؤسسة العامة للغذاء والدواء بمثابة الصدمة للشارع الأردني ومجتمع الشباب المشبع بالتنظير فيما يتعلق بالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
مئات الشباب الأردنيين من المتعطلين يفترشون الشوارع وخيم الاعتصامات في محاولة للفت انتباه الدولة والمسؤولين لهم وحالتهم الصعبة، بينما يتفاجأون بقائمة التعيينات هذه!.
الشباب المتعطلون عن العمل في عدة محافظات من المملكة ينظمون الاحتفالات والمهرجانات الخطابية ويدعون الداعمين والمؤازرين لهم من أبناء الوطن لتسليط الضوء على مشكلتهم والأوضاع الصعبة التي يعانون منها نظرا لارتفاع نسبة البطالة بالرغم من أن عددا كبيرا منهم يحمل الشهادات الجامعية.
أما إهمال الحكومات المتعاقبة وعدم اكتراثها لملف المتعطلين عن العمل وتجاهل هذه القضية، سيؤدي إلى تفاقمها وانفجارها في المجتمع.
رسائل حكومية
قبل أقل من عام، وجه وزير العمل آنذاك رسالة مبطنة إلى الشباب المتعطلين عن العمل قائلا: "أدعو الشاب الأردني إلى عدم انتظار الوظيفة سواء إن كانت عن طريق ديوان الخدمة المدنية أو من خلال التقديم عبر الطرق التقليدية للقطاع الخاص فعليهم الخضوع لبرامج مهنية تقنية تدريبية، لطالما الوظائف المتاحة في القع الحكومي خلال السنوات السابقة باتت محدودة، ولا تتجاوز الـ(5000) وظيفة سنوياً".
وبين في حديثه، أن وزارتي التربية والتعليم والصحة هما أكثر جهتين تستوعبان أعدادا إضافية، بعكس الوزارات الأخرى التي تتطلب وظائف محدودة، في ظل وجود (100) ألف خريج سنوياً، ليكون هناك ضرورة كبيرة بدقة اختيار التخصص الجامعي الذي يوائم متطلبات السوق، بالإشارة إلى أهمية الدراسة والتدريب على التخصصات التقنية والمهنية التي تمكن الفرد من الحصول على الوظيفة المناسبة محلياً وعربياً.
عجز وخوف حكومي
من جهته، يرى رئيس اللجنة الإدارية في مجلس النواب النائب علي مدالله الطراونة أن الحكومة مقصرة في موضوع تشغيل وحل مشكلة الشباب المتعطلين عن العمل حيث إن أعدادهم قليلة ويمكن استيعابها في عدد من المؤسسات والشركات الأهلية والتابعة للحكومة، رغم عدم قناعته بأسلوب وطريقة الاعتصامات لتحقيق الغايات والأهداف.
وبين الطراونة أنه شارك منذ عدة أشهر بتجربة قاسية ومريرة لحل قضية المتعطلين في محافظة الكرك ممن صعدوا إلى جبل القلعة، حيث كان ممن ساهموا بإقناع الشباب والعدول عن غاياتهم بناء على وعود تلقاها من جهات رسمية لكن للأسف حتى اليوم لم يعين واحد من الشباب ولم تنتهي قضيتهم.
وأوضح أن تراخي الحكومة وعدم جديتها في تعيينهم هو الخوف من تحول كل البلاد إلى اعتصامات للمتعطلين والدفع إلى حل مشكلات كثيرة بالمجتمع من خلال هذا الأسلوب، ما يهز صورة الدولة ويسعى إلى لوي ذراعها في تنفيذ تعليمات أمام تهديدات المعتصمين.
قوائم تعيينات تثير الشارع
وأشار الطراونة إلى أن قوائم التعينات التي تتسرب بين فترة وأخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام تثير الشارع والشباب وتشير إلى إحساس بعدم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
وشدد على أنه بالرغم من عدم دقة ومصداقية بعضها حيث يتم نشرها دون تأكيد من مصدر موثوق للمعلومة، إلا أن تأثيرها يكون بشكل سلبي على الواقع والمجتمع.
البطالة تتفاقم في الأردن
نوهت جمعية تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان في ورقة صادرة عنها بمناسبة يوم العمال العالمي، إلى أن البطالة من أهم التحديات التي تواجه الأردن بعد تفاقمها وارتفاع معدلاتها لتصل خلال الربع الرابع من العام 2021 إلى 23.3%، وتسجل بين الإناث 30.7% و22.3% بين الذكور.
وأشارت الورقة إلى أن معدل البطالة سجل ارتفاعاً بين حملة الشهادات الجامعية (الأفراد المتعطلون ممن يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى مقسوماً على قوة العمل لنفس المؤهل العلمي)، حيث بلغ 27.2% مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى.
كما أشارت الورقة إلى أن 52.4% من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى، وأن 47% من إجمالي المتعطلين كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من المستوى الثانوي.