أظهر بحث جديد أن الكابسيسين، المركب الذي يمنح الفلفل الحار مذاقه الحارق، قد يحمل تأثيرًا مضادًا للأورام السرطانية، وخاصة على خلايا "ورم المتوسطة"، وهو نوع نادر من السرطان شديد العدوانية ويتميز بمعدلات بقاء منخفضة وخيارات علاجية محدودة.

ويرتبط ورم المتوسطة غالبًا بالتعرض لمادة الأسبستوس، التي تُستخدم في البناء والتسقيف والعوازل، وكذلك في صناعة ملابس الوقاية من الحريق وبعض مكونات السيارات.

يُصيب ورم المتوسطة الطبقة الرقيقة من الأنسجة المعروفة باسم الظهارة المتوسطة، والتي تغطي العديد من الأعضاء الداخلية، وخاصة بطانة الرئتين وجدار الصدر.

وتوصل الباحثون إلى أن علاج سلالات خلايا ورم المتوسطة بالكابسيسين ساعد على تثبيط عدة مؤشرات بيولوجية للتحول السرطاني، أي أنه أوقف أو قلل من بعض العمليات البيولوجية التي تساهم في تطور الورم.

كما أظهرت النتائج أن الكابسيسين قد يكون فعالًا ضد خلايا ورم المتوسطة المقاومة لعقار "السيسبلاتين"، وهو دواء كيميائي مضاد للأورام. وبهذا يمكن أن يعزز الكابسيسين من فعالية العلاج الكيميائي عن طريق تقليل مقاومة الخلايا السرطانية له.

وصرح الدكتور أنطونيو جيوردانو، رئيس منظمة سبارو للأبحاث الصحية وأستاذ في جامعة تيمبل، بأن هذا البحث قد يفتح المجال لدراسات أوسع لاستكشاف استخدام الكابسيسين في علاج ورم المتوسطة.

وأضاف أن الأدلة تشير إلى أن الكابسيسين قد يزيد من حساسية خلايا ورم المتوسطة للعلاج الكيميائي، ما قد يجعله أكثر فعالية، وربما يسهم أيضًا في تقليل انتشار السرطان.