الطيار عماري تحدث عن "ذكريات "ما بين السماء والأرض"، في منتدى الرواد

 

احتفى منتدى الرواد الكبار، يوم أمس السبت، بأحد رجالات الأردن وهو الكابتن الطيار وصفي عماري الذي تحدث عن ذكرياته في ندوة تحت عنوان "ما بين السماء والأرض"، أدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، وتحدث فيه كل من الروائي مجد دعيبس، قدم عماري شهادة حول تجربته في الطيران.

حضر الحفل مجموعة من جمهور المنتدى إلى جانب مديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت: نستضيف الليلة أحد رجال مدينة الحصن هو الكابتن الطيار وصفي عماري، الذي إلتحق بسلاح الجو الأردني لسنوات عدة ثم عمل في الطيران المدني سنوات طويلة يقود طائرة ما بين السماء والأرض يطوف بها العالم يحمل المسافرين والساعين إلى رزقهم والمشتاقين لملاقاة اهلهم والمغتربين عن أوطانهم ليكوّن في ذاكرته رصيداً من الذكريات الإنسانية الصادقة التي سيتحفنا بها الليلة.
وتابعت، إذ أن حلم الطيران لطالما داعب خيال الإنسان منذ الأزل وبعد محاولات عدة صار الحلم حقيقة واصبحت المسافات قصيرة بفضل نظام الطيران. لذلك نستضيف الليلة هذه القامة الوطنية ليحدثنا عن أهم الذكريات والمحطات التي مرت في حياته، وهذه الذكريات هي جزء من ذاكرة الوطن الجميل.

من جانبه تحدث الروائي مجدي دعيبس في ورقته التي جاءت بعنوان "أبطال في الذاكرة وصفي عمّاري من (الهوكر هنتر) إلى (البوينغ 707)"، قائلا: نستذكر أحد أبطال طائرة (الهوكر هنتر)، الذي شارك في حرب 1967 وهو الطيّار وصفي عمّاري، مبينا أن عماري الذي التحق بسلاح الجو الملكي عام 1957 وتلقّى تدريبًا على الطّيران في المملكة المتّحدة لمدة عامين. تسلسل في الرتب والمناصب واكتسب خبرة على طائرة "الهوكر هنتر"، التي أهّلته لمقارعة طائرات الميراج الإسرائيليّة الحديثة. وبعد الحرب عمل كضابط ارتباط في واشنطن ثم أصبح قائدًا لقاعدة الأمير حسن الجويّة وفي عام 1975.
وبعد أن أُحيل على التقاعد بناء على طلبه ليعمل في الخطوط الجويّة الملكيّة لخمسة وعشرين عامًا، ويقود أحدث الطائرات من طراز بوينغ 707، وفي سنوات عمله الأخيرة أصبح طيار المغفور له جلالة الملك حسين بن طلال وقاد طائرة تراي ستار حتى وصل عمر الستين حيث توقف عن الطيران حسب التّعليمات المعمول بها.
وتحدث دعيبس عن أول رحلتين لعمّاري في الخطوط الجوية الملكية بعد أن أصبح كابتن حيث كانت الأولى إلى العقبة وعاد إلى عمان دون أن يهبط في مطار العقبة لأنّه لم يتمكن من رؤية المدرج بسبب التضاريس الصعبة وضرورة التّقرب من المطار بأسلوب محدد، والثانية كانت إلى القاهرة وقرّر العودة إلى عمان أيضًا بسبب الغبار ومحدوديّة مدى الرؤية.
من جهته استعرض وصفي عماري أبرز المحطات في حياته العلمية حيث أشار إلى حصوله على شهادة الثانوية العامة، ثم تابع دراسته في بريطانيا وحصل على مؤهل الطيران العسكري من سلاج الجو البريطاني. وانتسب بعد ذلك الى سلاح الجو الأردني عام 1957م برتبة ملازم طيار وتدرج بالخدمة العسكرية الى أن تقاعد عام 1975م حيث تسلم منصب قائد قاعدة جوية.
وأضاف عماري إلى أنه خلال خدمته العسكرية شارك في حرب 1967م التي خاضتها القوات المسلحة الأردنية ضد العدو الإسرائيلي، وخلال تشابكه مع طائرات العدو في اول يوم من ايام المعركة أصاب طائرة إسرائيلية واسقطها، كما أصيب من طائرة إسرائيلية الأمر الذي دفعه للهبوط المظلي في منطقة أحراج "دبين"، حيث أصيب على أثرها بالكسور والجروح لينال بذلك شرف البطولة حيث كان اول جريح يصاب إثر المعركة، لافتا إلى شقيقه الذي استشهد في معارك "اسوار القدس"، في عام 1948 "توفيق دخل الله عماري"
وأشار عماري إلى انه كان يقوم هو والطيار الباكستاني سيف الدين الأعظم والذي كان في الأردن في مهمة لتدريب طياري سلاح الجو الأردني، فعندما نشبت الحرب غادر مع الطيارين الأردنيين إلى قاعدة "الحبانية" في العراق بعد قصف إسرائيل لمطارات الأردن. ليطير من هناك بطائرات "الهوكرهنتر"، وأسقط ثلاث طائرات إسرائيلية في قتال جوي مع أحدث الطائرات الإسرائيلية خلال ثلاث أيام وكان عماري من ضمن السرب الذي يحرس رادار عجلون.
وأضاف عماري عندما بدأت المعركة فوق سماء "دبين وقرية بورما"، وأصبح الطيار المقاتل الباكستاني سيف الأعظم، وهو الطيار الوحيد في العالم الذي أسقط 3 طائرات "صهيونية"، في غضون 72 ساعة إثناء قتال جوي-جوي، وهذا الرقم القياسي لا يزال قائما حتى يومنا هذا، وقد كرمت الأردن والعراق الطيار سيف الأعظم بميداليات لبطولاته وشجاعته، لافتا إلى حادثة كانت قد حصلت معه عندما سقطت طائرته ونزل منها فوق "احراش دبين وبورما"، وتجمع الناس حوله وهم يظنون أنه طيار إسرائيلي ولم يشفع له سوى كما قال عماري "باكيت دخان ريم كان معي فسألهم عماري (عمركو شفتو اسرائيلي بدخن ريم)".
وخلص عماري إلى أنه بعد تقاعده من سلاح الجو الملكي الأردني عمل كابتن طيار في الخطوط الجوية الملكية الاردنية عالية سابقا والملكية حاليا وكان الطيار الخاص لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال لعدة سنوات وحصل اثناء الخدمة العسكرية، على أوسمه منها وسام الاستقلال واشارة جرحى العمليات الحربية وقبل سنتين وسام مئوية الدولة الأردنية باحتفال رسمي وبحضور جلالة الملك عبدالله وجميع المسؤولين في الدولة الأردنية.