كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مركز البحوث الصحية والاجتماعية في جامعة كاستيا لا مانشا الإسبانية، والتي نُشرت في مجلة "جيوساينس" في 30 سبتمبر الماضي، عن وجود ارتباط قوي بين استهلاك المكسرات بشكل عام، والجوز بشكل خاص، وانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

الخرف هو اضطراب عقلي يشمل مجموعة من الأعراض التي تؤثر على التفكير والقدرات العقلية والاجتماعية، وهو ليس تغيرًا طبيعيًا ناتجًا عن التقدم في العمر، بل يشير إلى تدهور في وظائف الدماغ يؤثر سلبًا على نوعية الحياة. في هذا السياق، تشير باندورا ديوان في مقال نشر في مجلة "نيوزويك" إلى أنه رغم عدم وجود علاج معروف لمرض ألزهايمر -أكثر أنواع الخرف شيوعًا- فإن الأبحاث تشير إلى إمكانية تأخير أو منع 45% من حالات ألزهايمر من خلال تغيير نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي.

فوائد المكسرات على صحة الدماغ

استندت الدراسة إلى بيانات من "بنك المملكة المتحدة الحيوي"، وهي قاعدة بيانات طبية تحلل تأثيرات الوراثة والبيئة على تطور الأمراض. تم متابعة المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا لمدة 7 سنوات، وبعد تحليل البيانات، تبين أن الأشخاص الذين تناولوا المكسرات يوميًا شهدوا انخفاضًا بنسبة 12% في خطر الإصابة بالخرف. كما لاحظ الباحثون أن تناول حفنة واحدة من المكسرات يوميًا أدى إلى تقليل الخطر بنسبة 16%. وكانت المكسرات غير المملحة أكثر فائدة من المكسرات المملحة.

على الرغم من أن الدراسة لا تثبت بشكل قاطع أن المكسرات تمنع الخرف، إلا أن النتائج تتماشى مع الدراسات السابقة التي أظهرت فوائد تناول المكسرات على صحة الدماغ. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت على 16 ألف ممرضة أميركية في عام 2014 أن تناول المكسرات 5 مرات على الأقل في الأسبوع كان مرتبطًا بتحسن الأداء في الاختبارات المعرفية.

الجوز وصحة الدماغ

الجوز على وجه الخصوص ارتبط بتحسين صحة الدماغ، حيث أظهرت الدراسات أن تناول حبة جوز واحدة يوميًا قد يحسن الأداء الإدراكي، خصوصًا بين كبار السن. وتُعزى فوائد المكسرات إلى محتواها العالي من الدهون الصحية والفيتامينات، مثل فيتامين E، الذي قد يلعب دورًا وقائيًا في الحفاظ على صحة الدماغ.

الخلاصة

تسهم المكسرات، وخاصة الجوز، في تحسين صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف، مما يجعلها إضافة قيمة للنظام الغذائي، خصوصًا في مراحل العمر المتقدمة.