قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد في تحليله لتطورات الأوضاع في لبنان وغزة، إن ثلاثية أي عمل عسكري (الأرض، الطقس، والقوات المتوفرة) باتت تفرض نفسها على معادلة القتال بين حزب الله وقوات الاحتلال. حيث خلص أبوزيد في تقييمه إلى أن الأرض تقاتل مع أصحابها، وقوات الاحتلال عاجزة عن تحقيق تقدم في جنوب لبنان. والطقس في مناطق الجنوب يصبح أسوأ خلال الأيام القادمة، مما لا يساعد القوات البرية على تحقيق قابلية حركة جيدة، ما يفقد الاحتلال القدرة العالية على المناورة. وقد يكون هذا أحد الأسباب غير الظاهرة التي تثير مخاوف لدى الجنرالات وتدفعهم لإصدار تصريحات بين الحين والآخر لوقف العملية العسكرية. ليبقى عنصر القوات المتوفرة هو الضاغط على العملية العسكرية في ضوء تراكم الفشل والخسائر البشرية التي يتعرض لها الاحتلال، وتفاقم مشكلة الاحتياط. ما يعني أن ثلاث عناصر عملياتية ضاغطة تفرض واقعًا ميدانيًا معقدًا على قوات الاحتلال خلال الأيام القادمة، مما يضع مطبخ القرار العسكري أمام مأزق الاستمرار بعملية هجومية لم تحقق أبسط أهدافها على الأقل لغاية الآن.

وحول تطورات الأوضاع في شمال غزة، قال أبوزيد إن المشهد الذي بثته المقاومة لتفجير دبابة ميركافا في منطقة الخزندار شمال مدينة غزة يشير إلى أن المقاومة تبحث عن أهداف ذات قيمة عالية، حيث تجاوزت المقاومة تفجير عبوة شواظ 3 بجرافة D9، وتجاوزت ناقلة الجنود المعطوبة من نوع "ازخاريت"، وفجرت العبوة بدبابة ميركافا المرافقة لعملية الإنقاذ، لأن الدبابة محملة بالجنود وصالحة للقتال وذات قيمة عملياتية أعلى، لذلك تم استهدافها. مما يشير إلى الانضباط من قبل المقاومة في انتقاء الأهداف، ويعزز أن المقاومة مستمرة في عمليات استنزاف الاحتلال رغم أن العمليات العسكرية وصلت إلى يومها الـ400. ومن المتوقع أن نشهد في هذا اليوم ظهور الناطق باسم المقاومة أبو عبيدة ليعلن عن نعي الشهيد السنوار ويوضح ملامح المرحلة القادمة.

ولفت أبوزيد إلى أننا بدأنا نشاهد عمليات استهداف لقوات الاحتلال جنوب جباليا، ما يعني أن هناك محاولة من الاحتلال للتوسع جنوبًا باتجاه غزة المدينة وتوسيع تطبيق خطة الجنرالات. لكن في ظل حجم القوات المتوفرة، وهي ثلاث فرق (المدرع 401، جفعاتي، كفير)، فإن القوة غير كافية للتوسع. بالإضافة إلى أن لواءين منها من ألوية المشاة، ما يعني المزيد من الخسائر خلال الأيام القادمة.