عمرو موسى: بالغ الخطورة.. «الشرق الأوسط الجديد» دخل مرحلة التنفيذ
كشف الوزير الأسبق للخارجية المصرية وأمين عام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى عن رؤيته الاستراتيجية لتداعيات الأحداث التى يشهدها الشرق الأوسط، فى الآونة الأخيرة، وتناول رؤيته للأزمات التى تعصف بالمنطقة ، بدءًا من توسع إسرائيل على حساب جيرانها، معتبرًا أن «هناك تفويضًا غربيًّا لإسرائيل للسيطرة على منطقتنا»، منتقدًا الدور العربى «المتراجع»، ومتناولًا تأثير الاتفاقات الإبراهيمية على وضع المنطقة.
فى حواره مع قناة «المصرى اليوم»، لم يتوانَ «موسى» عن توجيه الانتقادات لبعض السياسات العربية والدولية؛ محذرًا من العواقب الوخيمة لصمت الدول العربية وعدم اتخاذها موقفًا موحدًا، فى مواجهة «تحديات وجودية خطيرة»، كما كشف عن مقترحات سبق أن طرحها فى سياق منصبه كأمين عام للجامعة العربية فى مواجهة المخططات التى ترسم للمنطقة، مثل إقامة «رابطة الجوار العربى»، لافتًا إلى معارضة الرئيس مبارك لذاك.
وعبّر «موسى» عن قلقه من مستقبل المنطقة، مؤكدًا أن «الغضب العربى المكتوم سينفجر حتمًا فى مواجهة المخططات الإسرائيلية»، كما استدعى من التاريخ أدوارًا كبرى رسمت ملامح القيادة المصرية للإقليم؛ مؤكدًا أن مصر «لا ترتضى دور المتفرج » وأى محاولة لتهميشها ستكون غير محمودة العواقب.
وتحدث موسى عن رؤيته لعملية السابع من أكتوبر، وكيف ينظر لدور حماس وحزب الله ومستقبلهما، معتبرًا أن رحيل السنوار أو «كل حماس» لا يعنى انتهاء المقاومة، فهى قائمة ما دامت القضية قائمة.
ودعا «موسى» إلى تحالف «شرق أوسطى بمفهومنا العربى» فى مواجهة التوسع الإسرائيلى، بل ذهب لأن تطال طموحات التوسع الإسرائيلى، أراضى سعودية وعربية أخرى، متطرقًا إلى التحديات الجيوسياسية التى تشهدها المنطقة، معتبرًا أن ما يحدث فى المنطقة إيذان بإعادة عهود الاستعمار، وأمر بالغ الخطورة على الشرق الأوسط بأراضيه ومياهه وسكانه.
ووجه «موسى» بضرورة اتساع هذا التحالف ليضم جيرانًا فى الإقليم، بدءًا من القرن الإفريقى وصولًا لغرب آسيا، متطرقًا إلى سبل إيجاد فرصة لإقليمنا فى نظام متعدد الأطراف وأهمية الإسهام فى تطويره.
عمرو موسى: إسرائيل تسعى لفرض نظام إقليمي جديد يهدد مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط
أعرب عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عن قلقه العميق إزاء المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى فرض نظام إقليمي جديد في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن تلك المخططات لم تعد مجرد أفكار على الورق بل انتقلت إلى مرحلة التنفيذ الفعلي. وقال موسى إن الغرب، وإن كان يصر على دعم إسرائيل، يعاملها بمثابة "دولة فوق القانون"، مما يفتح الباب أمام التوسع الإسرائيلي في المنطقة وفرض هيمنتها.
وأوضح موسى أن إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي بشكل علني، مشيراً إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التي أعلن فيها عن خطط لتغيير النظام الإقليمي في المنطقة، تحت مسمى "أمن إسرائيل". وأكد موسى أن هذه السياسة تسعى إلى ترتيب أوضاع المنطقة وفقاً للرؤية الصهيونية، التي تروج لتفسير مغاير للأمن والسلام.
وأضاف موسى: "لم يعد هناك خجل في التأييد الغربي لسياسات إسرائيل، بل أصبح هناك دعم فاضح لها، حتى وإن كانت تلك السياسات تتناقض مع القانون الدولي ومع حقوق الشعوب". واعتبر أن سكوت العالم العربي إزاء هذا الواقع يعد علامة استفهام كبرى، مشيراً إلى أن هذا السكوت ليس إلا "غضباً مكتوماً" سينفجر في لحظة ما.
وحذر موسى من أن استمرار الصمت العربي يساهم في تمكين إسرائيل من تنفيذ مخططاتها التوسعية، وأن الوقت قد حان لتوحيد المواقف العربية ضد هذا التحدي. وأكد ضرورة بناء رؤية عربية مشتركة تتفق على أولويات المنطقة، وتواجه المخططات الإسرائيلية بطرح سياسي ودبلوماسي موحد.
وأشار موسى إلى أن المنطقة العربية بحاجة إلى "إعادة صياغة للشرق الأوسط"، موضحاً أن هذا يجب أن يكون من خلال رؤية عربية شاملة تضع في اعتبارها المصالح الاقتصادية والأمنية والثقافية، وتضمن استقرار المنطقة بعيداً عن الهيمنة الإسرائيلية.
كما أكد موسى ضرورة بناء تحالفات عربية قوية، على رأسها مصر والسعودية، لقيادة هذا التوجه العربي الجديد. وأشار إلى أن القوى العربية تمتلك "كروت قوة" كثيرة يمكن استخدامها لتغيير واقع المنطقة، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والثقافي، وتحقيق حكم رشيد يسهم في استقرار المنطقة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد موسى أن إسرائيل تسعى لإلغاء هذه القضية بشكل نهائي، وإزاحتها من أجندة السياسة الدولية. واعتبر أن ما يحدث في غزة والضفة الغربية هو جزء من مخطط إسرائيلي لتوسيع حدودها على حساب الفلسطينيين والعرب. وحذر من أن استمرار الدعم الغربي لإسرائيل يعزز من خطر فرض "صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
واختتم موسى حديثه بالدعوة إلى تفعيل العمل العربي المشترك، قائلاً: "من غير المنطقي أن تظل الدول العربية صامتة أمام هذا الهجوم الإسرائيلي المدعوم غربياً، وعلينا أن نتخذ مواقف جادة تحمي مصالحنا وتدافع عن حقوقنا في المنطقة."