الرواشدة: الأردن سيدفع فاتورة ثقيلة
طرح الكاتب حسين الرواشدة تساؤلاً حول الثمن السياسي الذي قد يدفعه الأردن نتيجة مواقفه وخطابه القوي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيراً إلى أن الإجابة السريعة هي "نعم، بالطبع".
وأوضح الرواشدة أن الأردن وضع نفسه في "خندق غزة" واختار التصعيد إلى أعلى مستوى مقارنة مع بقية البلدان العربية والإسلامية.
وقال إن هذا الموقف الأردني يعود إلى سببين رئيسيين: الأول، الإحساس بالتهديد المباشر لمصالح الدولة الأردنية، خاصة فيما يتعلق بالتهجير القسري في حال انتقلت الحرب إلى الضفة الغربية. أما الثاني، فيتمثل في التحول الحاصل في السياسة الإسرائيلية باتجاه اليمين المتطرف، مما أدى إلى تدهور العلاقات بين عمان وتل أبيب إلى مستوى شبه معدوم.
وأشار الرواشدة إلى أن العلاقة الأردنية مع واشنطن تثير تساؤلات وقلقاً في هذه المرحلة، موضحاً أنه رغم كونها علاقة تحالف استراتيجية وتاريخية، إلا أن المواقف المتباينة بين البلدين تجاه العدوان على غزة قد تؤثر سلباً على هذه العلاقة. وأضاف أن هذه التأثيرات قد تزداد في ظل المرحلة المقبلة من السياسة الأمريكية، وخاصة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب، التي قد تشهد تحولات جوهرية في المنطقة تعتمد على "صفقات فوق الطاولة" و"استحقاقات تصفية الحسابات".
في ختام مقاله، دعا الكاتب إلى ضرورة فتح نقاش عميق وموسع حول هذه القضايا الحساسة، مشدداً على أهمية حضور جميع الأطراف المعنية في هذا النقاش الذي يزداد إلحاحاً مع تزايد التحديات السياسية والاقليمية.