دُفنت الإنسانية في غزة

 

إبراهيم القعير

"الإنسانية ليست دينًا، إنما رتبة يصلها البشر" — سقراط.  

الإنسانية والرحمة لا يُقدّران بثمن. الإنسانية هي أساس تعايش البشر، وهي الحرية والمساواة والعدالة. الإنسانية هي الاحترام والتقدير والكرامة والأخلاق. بالإنسانية ينهض البشر ويعم السلام.

تعلم معظم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، أن حقوق الإنسان، وحقوق الأطفال والنساء، قد انتُهِكَت في غزة، وأن ما يحدث هو إبادة جماعية باستخدام أسلحة محرمة دوليًا قدمتها الدول الغربية لجماعات مرتزقة لا تعرف الشفقة أو الرحمة أو الأخلاق. شاهد العالم أجمع مشاهد مرعبة لأطفال ونساء يحترقون، وبيوت وشوارع وزراعة تُدمر، ومدارس ومستشفيات وآبار مياه تُقصف. هؤلاء المجرمون ليسوا بشرًا.

لم تكفِهم الأسلحة المدمرة والطائرات، بل منعوا دخول الطعام والماء والدواء إلى الشعب الفلسطيني بأكمله في قطاع غزة. إنها حرب تجويع وتعطيش، ومعاناة تنجم عن نقص الأدوية، حيث تُجرى العمليات الجراحية دون مخدر أو تخدير.

هذا تعذيب وتخويف لشعوب العالم حتى لا تطالب بالحرية والاستقلال من الهيمنة الصهيونية العالمية. استمرار الحرب من قبل هؤلاء المرتزقة لخدمة العصابة الصهيونية هو لتكريس الاستعمار الإمبريالي الفاشي والعنصري على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وللتحكم في معابر العالم والاقتصاد ونهب خيرات الشعوب. هذه ليست حروبًا، بل جرائم بحق الأطفال والنساء والمواطنين.

أغلقت كل الملاذات الآمنة للشعب الفلسطيني بعد تدمير المستشفيات والمدارس، وقرار الكيان الصهيوني اللاإنساني بإغلاق الأونروا والمنظمات الإنسانية الأخرى سيؤدي إلى انهيار العمل الإنساني، وتشديد الحصار على غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية. ومات الكثير من الأطفال والنساء جوعًا وعطشًا.

جميع الأسئلة مطروحة: أين العالم الإسلامي؟ أين الأشقاء العرب؟ أين الدول المتحضرة التي تنادي بالحرية والديمقراطية؟ أين السلطة الفلسطينية؟