الرداد لـ"أخبار الأردن": إقالة غالانت لـ"ضرب الأخطبوط"

 

قال الخبير الأمنيّ والعسكري الدكتور عمر الرداد، إن إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحمل دلالات عدة قد تعكس تصاعد الخلافات في أروقة صنع القرار في إسرائيل.  

وأكد الرداد في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه الإقالة لم تكن مفاجئة تمامًا؛ فقد برزت خلافات واضحة بين غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ فترة، تحديدًا بشأن التعديلات القضائية التي وقف غالانت ضدها متحالفًا مع المعارضة، مضيفًا أن الفجوة بينهما قد تعمّقت بعد أحداث "طوفان الأقصى"، إذ اتجه غالانت نحو مواقف متقاربة مع الرؤية الأمريكية، التي تتعارض مع استراتيجية نتنياهو فيما يخص الحرب في غزة، وخاصة فيما يتعلق بصفقة تبادل الرهائن، والخروج من غزة، وترتيبات ما بعد الحرب، مع ما تتضمنه من إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، وهي خطوة يرفضها نتنياهو بشدة.

وبيّن أن قرار غالانت باستدعاء 7 آلاف جندي للخدمة العسكرية كان أحد الأسباب المباشرة لإقالته، خصوصًا في ظل معارضة حلفاء نتنياهو اليمينيين، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لهذا الاستدعاء.

وعن توقيت الإقالة، المتزامن مع اقتراب الانتخابات، أشار الرداد إلى إنها خطوة استباقية من نتنياهو للالتفاف على أي ضغوط أمريكية محتملة، وتعزيز سيطرته المطلقة على القرار السياسي والعسكري في إسرائيل، كما أنه يكشف عن استمراره في نهج التصعيد العسكري في غزة، ولبنان، وإيران.

ونوّه إلى أن الأخطر من ذلك، هو ما عززته هذه الخطوة من فرضية إصرار نتنياهو على تنفيذ استراتيجية "ضرب الأخطبوط وأذرعه"، ما يفتح الباب أمام احتمالات حرب إقليمية واسعة، قد يسعى من خلالها نتنياهو إلى تشكيل شرق أوسط جديد، مراهنًا على توريط الإدارة الأمريكية المقبلة، سواء كانت جمهورية أم ديمقراطية، في مواجهة أوسع مع إيران.

وحذّر الرداد من أن هذا التصعيد يبدو مدعومًا بخطاب إيراني حاد ضد إسرائيل وأمريكا معًا، وبإعلان واشنطن أنها ستقف إلى جانب إسرائيل في حال ردّت إيران، لذلك، يمكن تفسير الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة، والذي يبرز فيه حضور قاذفات "بي 52"، بوصفه استعدادًا لردع إيران، وربما تمهيدًا لمواجهة محتملة تطول أطرافًا إقليمية متعددة.