مسؤولة حملة هاريس في كارولاينا الشمالية لـ"أخبار الأردن": ملفات الشرق الأوسط وكسب أصوات العرب رهانات حاسمة ومؤثرة
خاص
قالت مسؤولة اللجان الانتخابية في ولاية كارولاينا الشمالية لحملة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس الانتخابية الدكتورة شيرين النجار إن الأنظار تتجه مؤخرًا نحو ولاية بنسلفانيا، لما لها من أهمية استراتيجية بالغة، إذ إن الرئيس بايدن كان قد فاز فيها في الانتخابات الماضية بفارق ضئيل جدًا لم يتجاوز 12,000 صوت، وأنه في ظل هذا الفارق البسيط، يسعى كلا المرشحين في الوقت الراهن إلى كسب ودّ الأمريكيين من أصول عربية والمسلمين في الولاية، حيث يُقدر تعدادهم هناك بنحو 125,000 صوت، ما قد يكون له أثر ملموس على نتائج الانتخابات.
بنسلفانيا وميشيغان: ساحتا تنافس المرشحين على أصوات الجالية العربية
وأوضحت في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التوجه لا يقتصر على ولاية بنسلفانيا، إذ تحظى ميشيغان أيضًا باهتمام خاص لكونها تضم جالية عربية كبيرة يصل تعدادها إلى حوالي 200,000 شخص، وما تشكله من ثقل انتخابيّ له تأثير كبير في تحديد نتائج الاقتراع. وبناءً على ذلك، صرح كل من الرئيس السابق ترامب ونائب الرئيس هاريس بنيتهما العمل على وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان، في خطوة تهدف إلى استمالة أصوات هذه الشريحة، مضيفة أن ولاية جورجيا، ووفقًا للاستطلاعات الأخيرة، تشهد تنافسًا حادًا بين المرشحين، حيث يُرجح أن يكون الفارق بينهم طفيفًا للغاية، أما ولاية نورث كارولاينا، التي اعتادت التصويت لصالح الجمهوريين، فقد كثفت هاريس زياراتها إليها، مركزةً على استقطاب الشباب من "جيل Z"، الذي يشمل طلبة الجامعات الذين يحملون رؤى سياسية تختلف عن الأجيال الأكبر سنًا ذات الميول المحافظة والانتماء الجمهوري التقليدي.
تأثير الأصوات المسلمة والعربية في رسم مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية
أما الولايات التي تكتسب اهتمامًا متزايدًا في هذه الدورة الانتخابية، فمنها الولايات المشمولة ضمن "حزام الشمس" وولاية ويسكونسن، التي تشهد دعمًا ملحوظًا للمهاجرين في هذه الفترة؛ إذ تحوي أكثر من 5,500 مزرعة تعتمد في تشغيلها على العمالة المهاجرة، وقد اندلعت خلال عهد الرئيس السابق ترامب مظاهرات عديدة في الولايات المتحدة، خاصة في هذه الولاية، للتنديد بسياساته الصارمة تجاه الهجرة، وهو ما دفع بالكثير من الناخبين في ويسكونسن لدعم المرشح الديمقراطي، وفقًا للنجار.
وأوضحت أن الرئيس بايدن طالَب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مرارًا بوقف إطلاق النار، لكن نتنياهو يراهن على احتمالية فوز ترامب في الانتخابات ليتسنى له الاستمرار في سياساته التصعيدية تجاه غزة، ومن المعروف أن ترامب يدعم بشكل واضح توسيع نطاق المستوطنات في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان، ويعتبر هذا التوسع ضرورة لضمان "أمن إسرائيل"، حسب تعبيره، ما يعكس تأييده الكامل لتطلعات اليمين الإسرائيلي.
التطبيع والسلام.. ملفات محورية في استمالة الناخب العربي
وأشارت إلى أن هاريس تسعى إلى تعزيز جهود تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، حيث يمثل هذا الملف أهمية قصوى في هذه المرحلة، إذ يبذل المرشحون جهودًا لتقريب وجهات النظر مع بعض الدول العربية، ومن بينها المملكة العربية السعودية، التي أكدت أنها لن تمضي في عملية التطبيع إلا بعد تحقيق تقدم حقيقي نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف: ركائز الحزب الديمقراطي في كسب الناخبين
أما في مجال الاقتصاد، نوّهت النجار إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد حقق نموًا بنسبة 2.5%، وهي نسبة كبيرة مقارنة بالاقتصادات الصناعية الكبرى، فضلًا عن أن الإدارة الحالية وفرت 15 مليون وظيفة جديدة، وهو الرقم الأكبر منذ عهد الرئيس كلينتون، ما عزز من فرص الحزب الديمقراطي في استمالة الناخبين.
التدخلات الخارجية والسباق على السلطة: مخاوف من عبث روسي في الانتخابات
وعلى صعيد آخر، ذكرت النجار أن هناك مخاوف جدية من تدخلات خارجية، خاصة من قبل روسيا، في مسار الانتخابات، فقد أصدرت وكالة التحقيقات الفيدرالية مؤخرًا تحذيرًا من وجود مقاطع فيديو على الإنترنت تدّعي أن هناك أشخاصًا يشاركون في التصويت دون امتلاك الجنسية الأمريكية، وأنهم يقومون بتمزيق بطاقات الاقتراع التي تحتوي على اسم ترامب لصالح المرشحة هاريس، فيما شددت الوكالة على ضرورة عدم الاستجابة لهذه الإشاعات.
التحصينات الأمنية في واشنطن: سيناريوهات ما بعد إعلان النتائج
وأكدت أن هناك إجراءات أمنية مشددة حول البيت الأبيض ومبنى الكابيتول؛ إذ تم إغلاق شارع 17 بألواح خشبية وسواتر حديدية، وأغلقت المحال التجارية المجاورة تحسبًا لردود أفعال أنصار ترامب في حال فوز هاريس، وتمت أيضًا الاستعانة بتعزيزات أمنية تشمل أفرادًا من الشرطة وقوات الحرس الوطني، تحسبًا لأي اعتداءات محتملة على المواقع الحكومية.
التكلفة التاريخية للانتخابات الأمريكية.. استثمار غير مسبوق في كسب الأصوات
وقالت النجار إن هذه الانتخابات تُعد الأكثر تكلفةً في تاريخ الولايات المتحدة، حيث بلغت المصروفات الانتخابية يوم الجمعة الماضي أكثر من مليار دولار، في حين تم إنفاق نحو 300 مليون دولار في يوم الأحد وحده على الحملات الانتخابية.